اعتقدت
أنّها الخليجيّة الوحيدة التي ستغنّي وسيسطع نجمها، فكانت تحزن كلما شاهدت
فنانة خليجيّة على الشاشة، معتبرةً أنها تأخذ من طريقها وتعيق انطلاقتها
الفنيّة. هو خيال طفلة تحلم بالغناء. كبرت وخطت خطواتها الثابتة في المجال
الفنّي، ولم تدّعِ أن صوتها عظيم، بل قالت إنّها «مؤدّية جيّدة». إنّها
«حوريّة الخليج» الفنانة مشاعل التي جذبت بأغنياتها الأطفال كما الكبار،
العاشقة للطرب والتي تطمح إلى الوصول إلى جمهوره، بأغنيات ثقيلة وتاريخ
فنّي يجعل منها نجمة في الصف الأول.
- كسرتِ روتين التعاون مع زوجك
الملحّن عصام كمال، وتعاونتِ أخيراً مع سفير الألحان فايز السعيد في أغنية
منفردة حملت عنوان «أقول لبّيه».
أخبرينا عن الأغنية وعن تعاونك الثاني مع
فايز السعيد.تحمل الأغنية اللون واللحن
الموسيقي السعودي، وقد كتب كلماتها الشاعر السعودي الوسام، ولحّنها سفير
الألحان فايز السعيد، ونفذّناها في ستوديوهات «فايز السعيد ساوند» في دبي.
وهذا تعاوني الثاني مع فايز بعد أغنية «اللي كحّلها عماها» التي لم تنتشر
كثيراً لأنّها لم تصوّر.
- كيف تصفين لنا أجواء كليب «أقول لبّيه» الذي صوّرته في بيروت أخيراً؟الكليب
جميل وظهرت فيه في خمسة «لوكات» مختلفة، وقد شاركني التمثيل ملك جمال
لبنان رودلف بو نادر الذي ساهم في تأديتي الدور بحذافيره، حيث بدوت خجولة
ولم أتمكّن من النظر إليه، ومن كثرة خجلي بدت المشاهد طبيعيّة. كان يفترض
أن أكتب له على «الجفصين» كلمة «النهاية»، وفي يدي باقة من الزهور، فمن
شدّة خجلي رميت بها على السرير وبدا المشهد عفويّاً وطبيعيّاً. على خلاف
كليب «بغازله» الذي تعاملت به بجرأة في العلاقة مع الرجل خصوصاً بعدما بدأت
أنا مغازلته، وقد أدّيت فيه دور الفتاة القويّة التي تجري المقالب في
حبيبها.
- ألا تخشين من أن تخطف الفتيات الجميلات الأضواء منك في الكليب؟لا
أمانع مشاركة الجميلات في كليبي فإن لم يرَ المشاهد الكليب من أجلي يشاهده
من أجلهن! المهم أن يشاهَد الكليب. منذ ظهوري الأول أي في كليب «المصايب»
تشاركني الفتيات. الجمهور أصبح يعرف مشاعل، وأردت من خلال هذه الخطوة أن
أجذب جمهوراً لم يلتفت إلي من قبل. لكنّي رفضت فكرة الرقص في البداية، ولا
أستطيع أن أرقص معهنّ ولم ولن أفعل بالتأكيد، كوني أسلك طريقاُ فنياً أهدأ.
- كيف وجدتِ التعاون مع المخرج بسام الترك؟العمل
مع بسام مريح جداً، تماماً كالعمل مع ياسر سامي ورندلى قديح، حتّى زياد
برازي في كليب «بنيتي الحبّوية» أبدى اهتماماً بي رغم أن الاهتمام الأكبر
كان لحلا الترك وكنّا جميعاً مهتمّين بها وبمزاجها. حلا موهوبة جداً ولها
تأثير كبير على الجميع، فقد حرصنا على أن تحافظ على حماستها وطاقتها كي
ينعكس ذلك علينا وعلى العمل ككل.
- كيف هي العلاقة مع حلا؟حلا
فتاة حسّاسة جداً وشديدة التأثّر وتحاسبني على كل كلمة أقولها، وفي كل
لقاء لنا تأخذ موقف مني وتعاديني لساعات، ثمّ تعود وتكلّمني. أعتقد أن هذا
«دلع» وهي تستغلّ حبّي لها. منذ رأيت حلا للمرة الأولى أبهرتني، وكان
لقاؤنا الأول غريباً جداً في «بنيتي الحبّوبة»، حتّى والدتها استغربت هذا
التوافق بيننا، فقد ظهرت لدينا لهفة وتوافق وكيمياء فظيعة. أحبّ حلا
كثيراً، وتسألني دائماً «إن أنجبتِ ابنة هل ستحبّينها أكثر مني؟!» أقول لها
بدوري «حبّك يختلف عن حبّي لابنتي»، و»كنتِ أول من أشعرني بأن لديّ بنيّة
حبّوبة». العائلة والأولاد هما الأساس في حياتي، وعلاقتي بحلا جعلتني أفكّر
في الانجاب وتركت في نفسي شغف الأمومة. ووعدت حلا بأنّ ابنتي ستغنّي معها
عندما تكبر.
- هل تحبّين أن تغنّي ابنتك؟إن
لم تظهر الموهبة لديها في سن مبكرة لن أسمح لها بخوض التجربة. الموهبة تلد
مع الانسان، وأنا سأعطيها حتى سن السابعة كي تكتشف الموهبة وتثبت نفسها.
كما أنّي مطمئنة كوني وعصام سنهتمّ بها إذا قرّرت دخول المجال الفنّي.
ولكنّي لا أريدها أن تمتهن الفنّ فقط لأنّي ووالدها مغنيان، إن لم تكن
موهوبة ستجلب لنا الكلام السيئ.
- متى اكتشفتِ موهبتك؟لقد
مضى على بداية غنائي حوالي 12 سنة. كنت أرقص وأغنّي بمفردي في المنزل،
أمثّل وأتخيّل نفسي شريهان حين كنت في الرابعة من عمري. أمضيت حياتي في
السعودية والتزمت عاداتها وتقاليدها وحكمتني بعض الظروف، ولو عشت في لبنان
لاختلف الأمر. شاء الله أن أسلك هذا الطريق، وإن اكتشفت أنّه لا يناسبني
سأسلك غيره.
- هل يمكن أن يكون طريق المنزل والعائلة مناسباً أكثر؟(تضحك)،
ممكن. لا أعلم بكل صدق. إن وجدت أني ألحق ضرراً بعائلتي وأولادي من خلال
فنّي، سأتركه وأتفرّغ لهم بكل تأكيد. أما إذا نجحت في الإمساك بزمام الأمور
ووفّقت بين البيت والفن، سأواصل مسيرتي وأكبر وأصبح «فيروز».
- تحبّين فيروز كثيراً وتؤدّين أغنياتها بشكل جميل.أحبّها
لأنّها السهل الممتنع، أحبها لأن الجميع يغنّي لفيروز ويؤدّي «عربها» لكن
ما من أحد يشبهها. لم أتمكّن من الغناء لفيروز بعد، فأسمعها من والدتي
وخالاتي ولم أتربَّ على أغنياتها بل على فناني الخليج بما أنّي في ذلك
المحيط وجميع أصدقائي يستمعون إلى راشد الماجد وعبد المجيد عبدالله ورابح
صقر.
- هل سمعتِ لأحلام في صغرك؟طبعاً
فعلت، وأول أغنية كانت «قول عنّي ما تقول». أما عندما صوّرت أغنية «تدري
ليش» فقلت: «يا الله كيف بدّي غنّي أنا وطلعت فنانة خليجية غيري!!». كان
باعتقادي أنّي الفنانة الخليجيّة الوحيدة التي ستلمع في سماء الفن، كونه ما
من فنانات خليجيات يغنّين. حتّى رباب وعتاب شعرت بأنّهما أخذتا من طريقي
وقتها. كان خيال طفلة تحلم بالغناء، بعدها قلت «أطلع أنا وياها ما من
مشكلة».
- حصل أن «طلعتِ معها» في حفلات وبرامج تلفزيونية، كيف تصفين لنا علاقتك بأحلام؟الفنانة
أحلام رائعة بغضّ النظر عن كل ما يقال، لم أرَ أي سوء في معاملتها لي.
تحسب لي حساباً، تحترمني وتهتمّ بي، وأرى أنّها تعامل جميع الفنانات بهذه
الطريقة.
أول مرّة التقينا كانت العام الماضي في حفلة
زفاف أحييناها أنا وأحلام وحسين الجسمي، وقد حصل معي شيء غريب لم أعلمها
به حتى اليوم. لقد حلمت بأحلام قبل أن أراها، حضنتها، وأبدت إعجابها بي
وقلت لها إنّي خائفة فقالت: «طول ما راسي يشمّ الهوا لا تخافي». وهذه
الجملة مهمّة جداً وترنّ في رأسي حتّى اليوم. بعد أسبوع التقيتها في الزفاف
ونسيت الحلم، أول ما رأيتها طلبت منها أن «أبوس رأسها»، من تواضعها وكانت
أول مرّة تراني، قدّمتني في الحفلة وغنّت معي ورقصت معي، وعندما غنّيت
أغنيتي «بنت أبوي» أخذت مني المايكروفون وغنّتها معي، وأنا «جننت» في هذه
اللحظة وعشقت أحلام.
أحلام تعبت في حياتها ومن الطبيعي أن تتحول إلى «وحشة» في وجه من يظلمها، كما يفعل كل انسان.
- متى سنستمع إلى أغنية دويتو تجمعك بزوجك الفنان عصام كمال؟ندرس
الفكرة حالياً بعدما نفّذ عصام أغنية على أساس أن نقدّمها كدويتو، فهو
يحبّ أن يشركني في أي عمل خاص به، وإن وجدت أنّي سأضيف إلى الأغنية سأفعل،
لكن باعتقادي أنّي لن أخدم عصام بل هو من يخدمنا جميعاً، ومازلت طفلة في
الفن وطالبته. عصام يديرني وبدوري أريد إعطاءه المساحة لأنّه فنان كبير
وبأغنية واحدة احتلّ العالم العربي.