سر اللون الأحمر عند عبد الله بالخير

سر اللون الأحمر عند عبد الله بالخير




يوزع الفنان عبد
الله بالخير أوقاته هذه الأيام بين لبنان والإمارات، لكونه عضو لجنة تحكيم
في برنامج «ديو المشاهير» الذي يشارك فيه بالغناء، نجوم في مجالات فنية
بعيدة عن الغناء، ولهذه الغاية هو يحضر يوم الخميس إلى بيروت لتسجيل حلقة
من البرنامج، ثم يغادر يوم السبت إلى دبي. ويبدو أن هذا الوضع لم يصبه
بالكلل أو التعب أو الملل، إذ يقول «أنا سعيد بالحفاوة التي أحظى بها في
المطارات وفي الطائرات، وخاصة أن المضيفات يتسابقن لالتقاط الصور معي،
وكذلك في فندق الفينيسيا، الذي يستقبلني عماله بحفاوة بالغة». عوامل عدة
دفعت بالخير لخوض تجربة المشاركة في هذا البرنامج، يقول «اتصلت بي
الإعلامية جمانة بو عيد وأخبرتني عن فكرة برنامج (ديو المشاهير) والهدف
الإنساني الذي يقف وراءه، لأن المشاهير الذين يشاركون فيه، يتبرعون بالمال
الذي يكسبونه لدعم شخص محتاج أو مؤسسة خيرية، كما قالت لي إن إدارة تلفزيون
الـ(l.b.c) ترغب في أن أكون عضوا في لجنة التحكيم التي تضم متخصصين في
مجال الموسيقى والغناء، أمثال روميو لحود وأسامة الرحباني، فوافقت على
العرض لأنني اعتبرته تكريما لي وتقديرا لمسيرتي الفنية».

بالخير
الذي بات يحمل لقب «مستر يس» في لبنان، لأنه يصوت بكلمة «yes» لكل
المشاركين بعد غنائهم مع النجم الضيف، تحدث عن دوره الترفيهي في البرنامج
قائلا «البرنامج خيري والمشاركون فيه مشاهير في مجالاتهم، وكل عضو من أعضاء
لجنة التحكيم له دور ويقع على عاتقه جزء من العمل والمسؤولية. روميو لحود
يعبر عن رأيه بأداء المشاركين ويصوب مسارهم، أسامة الرحباني يكشف عن جوانب
الخطأ عندهم ويقوم بالتصحيح والتوضيح، أما دوري فهو تلطيف الأجواء. لأن
رولا سعد أخبرتني بأن المشاركين يبكون ويصيحون ويعيشون أوقاتا عصيبة لأن
أعضاء اللجنة يسببون لهم إرباكا عند توجيه الملاحظات إليهم، ولذلك أنا
أحاول أن ألطف الأجواء وأن أكون معالجا نفسيا لهم. عندما ألتقي الناس في
شوارع بيروت يقولون لي (أنت موهوب ونحن نشكرك لأنك مسالم وتسهم في عمل
الخير وتساعد المشتركين). هذه المساعدة أفرحت الناس إلى درجة أنهم يقولون
لي عندما أصل إلى المطار (وصل مستر يس) والأمر نفسه يتكرر بمجرد وصولي إلى
الفندق».

ويتميز بالخير عن سواه من الفنانين بتجربة فنية غنية
ومنوعة تجمع إلى جانب الغناء، التقديم، الاستعراض وأخيرا عضو لجنة تحكيم في
برنامج تلفزيوني غنائي. يقول «أنا جريء بطبعي وأرفض كل ما هو عادي، مألوف
ومكرر وأبحث دائما عن الجديد. في شهر رمضان الماضي قدمت فوازير رمضان، التي
تجمع بين الرقص والغناء وعرض الأزياء، كما قمت بتقليد شخصيات معروفة أمثال
بوب مارلي ومايكل جاكسون وغنيت الهندي، المصري، الصعيدي واللبناني وكنت
أبدل ملابسي على الهواء مباشرة طيلة شهر كامل، وهذا الأمر منحني مزيدا من
الجرأة، بالإضافة إلى كوني شخصية مثيرة للجدل. عادة، كل الأعمال التي
أقدمها، بما فيها أعمالي الموسيقية، ينقسم الناس حولها بين مؤيد ومعارض
ومحايد. فأنا لو رقصت في بلادي، فإنهم يرفضون رقصي، بينما في بيروت ينظرون
إليه بشكل عادي، ولأنني حاولت أن أنأى بنفسي عن عادات المجتمعات، لذلك
تتوفر في أعمالي الجرأة والتجديد، ولدي القابلية لأن أفعل أي شيء بهدف
إسعاد الناس وإرضائهم، وإيصال صورة جميلة عن الفن والفنان».

بالخير،
وكما يقول، لا يتعمد أن يكون شخصية مثيرة للجدل «شخصيا أنا لا أتعمد
الإثارة بقدر ما أبحث عن التجديد في أعمالي التي تتحول إلى أعمال مثيرة
للجدل. عندما أختار أغنية، تكون إما تراثية (من الموروث) وهذا الأمر بطبيعة
الحال يثير الجدل لأن هناك فئة من الناس تتقبل كلامها وفئة أخرى ترفضه
وتطالب بتغييره، وإما تكون شعبية مجددة في إطار الموال والأسلوب، فيوافق
البعض عليها والبعض الآخر يعترض ويفضل أن يظل في اللحن في إطاره الشعبي
الصرف. مثلا، أنا لا يمكن أن أغني أعمالا للفنان الكبير وديع الصافي ولكني
لو أضافت على أحدى أغنياته (لمحات بالخيرية) خليجية، فإنني بذلك أقدمها
بنكهة تنال إعجاب اللبنانيين والخليجيين والجمهور العربي كله.

منذ
أكثر من عامين لم يقدم بالخير أغنيات جديدة، ولكنه يستعد قريبا لطرح ألبوم
من إنتاج شركة «روتانا»، وعنه يقول «أعمالي لا يمكن أن تمر مرور الكرام
ولكنني لا أستطيع أن أتوقع مسبقا كيف يمكن أن يتلقاه الناس، ولو أنني أعرف
ذلك لما كنت تمكنت من إنجازه، كل ما أعرفه أن هناك إمكانية لأن يكون مثيرا
للجدل على مستوى الكلمة، اللحن، الأداء والاختيار. الألبوم سيطرح تحت اسم
(بالخيرو والموناليزا)، ونحن اخترنا لغلافه خلفية لوحة الموناليزا ووضعنا
صورتي مكان صورتها. في البداية فكرنا بأن نطلقه تحت اسم (الموناليز) ولكننا
وجدنا أنه قريب من كلمة (المايونيز) الذي يستعمل في الطعام، ولذلك اعتمدنا
التسمية الثانية، واستوحينا من اللوحة ملامحها، شكلها وتصميمها، مع صورتي
وأنا أرتدي (العقال والبشة) وأحمل السبحة الحمراء. وبعد طرح الألبوم في
الأسواق، أفكر بالتعامل مع المخرج فادي حداد، لتصوير إحدى أغنياته لأنني
معجب به وبأفكاره الجهنمية، فأنا أريد فيديو كليب راقصا، أقتحم من خلاله
عالم الاستعراض تماما كما فعلت نجوى كرم، التي أبارك لها وأشجعها، وأنا سوف
أسير على خطاها».

هل يفكر بالخير في الغناء بغير اللهجة الخليجية؟
يقول «في بداياتي غنيت من ألحان بليغ حمدي باللهجة المصرية، وفي منتصف
الطريق قدمت أغنيات منوعة، من بينها أغنيات باللهجة اللبنانية مستوحاة من
أغنيات القديرة والعزيزة فيروز. وحاليا أنا أفكر مجددا بالغناء باللهجة
اللبنانية بعدما استمعت إلى أغنية (الكلمة طلعت منك طلعت مني الروح) للفنان
جوزيف عطية، التي أعجبتني كلاما وأداء وتوزيعا، وأنا كنت أطمح إلى تقديم
هذا النوع من الأغنيات».

وبالسؤال عن رأيه في الفنانين العرب الذين
غنوا اللهجة الخليجية يؤكد بالخير «شخصيا أنا أحترم كل فنان غير خليجي غنى
اللون الخليجي، حتى لو كان هدفه ماديا، فهذا حقه، لأن الغناء هو عمله،
و(ناسنا كرماء) ويريدون أن تبرز الأغنية الإماراتية. عندما يغني الآخرون
أغنيتنا، فهذا أمر يسعدنا كثيرا، لأنه يعني أن أغنيتنا منتعشة، كلمتنا جيدة
ولحننا جميل كما أنه يعود بالفائدة على بلدنا ويسهم بنهضته، ويكفي
المقارنة بين أغنية مهجورة وأخرى تحظى بإقبال كل الفنانين، وفي المقابل هذا
لا يعتبر تقصيرا منهم تجاه أغنيتهم المحلية، بل كل ما في الأمر أنهم أحبوا
الغناء بلهجة أخرى، ونحن لدينا (شيوخ كبار) على رأسهم محمد بن راشد آل
مكتوم الذي يسهم ويساعد الأغنية الإماراتية، وكذلك ابنه ولي العهد الشيخ
حمدان بن الشيخ فزاع بن الشيخ محمد، الذي يقدم دعم لكبار الفنانين، أمثال
كاظم الساهر، محمد عبده وأصالة وسواهم. وسواء أتقن الفنانون اللهجة أو لم
يتقنوها (يكثر الله خيرهم)، لأنه يكفي أنهم غنوا وحاولوا. بالنسبة إلى
عندما تغني فيروز أو وديع الصافي، أو سواهما من كبار الفنانين اللهجة
الخليجية فإنني أتقبل ذلك، لأنني لا أعتقد أن اللبنانيين يمكن أن يرفضوني
عندما أحضر كفنان خليجي إلى بيروت وأغني لهجتهم، حتى لو لم أؤدها على الشكل
المطلوب. الفنانة ميريام فارس ذكية جدا، لأنها غنت اللهجة الخليجية تماما
كما نغنيها نحن الخليجيين، وكذلك فعلت عندما غنت اللهجة المغربية في
المغرب، والأمر نفسه ينطبق على الفنانة يارا لأنها غنت اللهجة الخليجية
مثلنا، ومثلهما أنغام وأصالة التي تجيد تقديم العمل الخليجي أفضل بكثير من
بعض مطربينا، لأنهم ليسوا جميعا جيدين. ليس مهما فقط أن يجيد الفنانة
اللهجة، بل أن يملك صوتا جميلا وإحساسا عاليا، وأن يتقن (تكنيك) الغناء».

هل
الأغنية الخليجية هي الأولى عربيا؟ يجيب بالخير «يسعدني أن تكون كذلك،
والسبب يعود إلى الانتعاش الذي يعيشه البلد كما الفن، بسبب كثرة
الاستوديوهات، والقنوات الفضائية والتسهيلات التي تقدم، ولكن في المقابل
الدول تعيش الدول العربية الأخرى نشاطا فنيا جيدا وهذا مطلوب وضروري، لأنه
لا يجوز التركيز على جانب واحد في الفن. نعم، أغنيتنا في المراتب الأولى،
ولكني أريد أن أعطي الأعمال باللهجات الأخرى حقها أيضا». بالخير يرى أن
حسين الجسمي وأحلام هما الأكثر انتشارا بين فناني الخليج.. هما الفنانان
الأكثر بروزا، بالإضافة إلى ميحد حمد وعيضة المنهالي. ولكن هل الجسمي
وأحلام هما الأهم خليجيا؟ يجيب بالخير «أنا لا أوافق على كلمة (أهم)، بل
إنهما الأكثر انتشارا. لا يجب أن ننسى محمد عبده وغيره من كبار الفنانين
أمثال أبو بكر سالم، راشد الماجد، عبد المجيد عبد الله ورابح صقر وغيرهم
العشرات، لأنهم كلهم موجودون».

عندما يسأل بالخير عن سر اللون
الأحمر ورمزيته، يستفيض في الإجابة «هو لون الإثارة، الحب، الثورة، وله
مدلولات كثيرة. عندما سافرت إلى إسبانيا وحضرت مصارعة الثيران، تعجبت كيف
أن الثور يذهب إلى الهلاك بنفسه، وهو يهجم على اللون الأحمر، وفي هذا سر
خفي. ومنذ ذاك اليوم وهذا اللون يعني لي الرونق والجمال. اللون الأحمر
يرتبط بمواقف كثيرة في حياتنا، فأنا أراه عندما أكون في الشارع وأتوقف عنده
كما سائر الناس، في سيارتهم أو مشاة، وكأن الحياة تتوقف معه، كما أنني
أراه في اللمحة الإسلامية في أشعار قائد الجيوش العربية خالد بن الوليد
الذي كان اللون الأحمر شعاره، وكذلك في مجال الإغراء وعيد الحب. عندما فكرت
قبل عدة سنوات بشراء سيارة، قالوا لي إنه يجب أن أزيد على المبلغ المطلوب
أكثر من 30 ألف درهم، إذا كنت أريدها حمراء. اللون الأحمر كان يثيرني، ومع
الوقت صار الناس يسهمون في ذلك، عندما صاروا يهدونني أشياء بهذا اللون.
واليوم، لدي سبحة حمراء، ساعة حمراء، عصا حمراء وكل لباسي أحمر في أحمر
وبيتي أحمر في أحمر».

بيت بالخير جاهز، ولكن متى سيحضر العروس إليه؟
هنا يعود بالخير بالذاكرة إلى الوراء ويقول ممازحا «العروس بلاها! والدتي،
رحمها الله، كانت تدعو لي دائما (الله يرزقك بابنة الحلال)، وفي يوم
الأيام تشاركت ونانسي عجرم إحدى الحفلات، وأخبروني أنه يجب أن أغني بعدها،
ولكن قبل ذلك علي أن أفاجئها وأن أعتلي المسرح وأغني معها (أخاصمك آه وسيبك
لا)، ففعلت ذلك وبمجرد أن سمعت صوتي، ضحكت وضحك الجمهور فحييته، وتذكرت في
تلك اللحظة ما كان تقوله لي والدتي وقلت للجمهور والدتي كانت تقول لي الله
يرزقك بابنة الحلال ونانسي ابنة حلال والله رزقني بها ولكنها يا ريتها
قالت لي خذها أو أخطبها».

لا يعرف بالخير ما إذا كان قد تزوج فنه،
يقول «لا أجيد الإجابة عن هذا السؤال، ربما أن الله ما أراد لي أن أتزوج،
هل تعترضين على هذا الجواب؟ الزواج قسمة ونصيب، وحتى الآن لم يأت النصيب!
لكنني لا أستطيع أن أعيش من دون حب، والحياة نفسها هي الحب. أحيانا يختار
الرجل شريكة حياته ويحبها، ولكن بعد 10 سنوات أو 10 أشهر يمكن أن يطلقها
وأن يحب غيرها. الحب يكون مقلدا في بعض الأحيان، ولكن عندما التقي بنت
الحلال فلا شك أن أرتبط بها. لكن هل هو عاش حبا حقيقيا؟ كل إنسان عندما يحب
يكون حبه حقيقيا، والحب المزيف يمكن اكتشافه، ولكن حبي لم يتوج بالزواج،
لأن الظروف يمكن أن تعاكس، خاصة عندنا في الخليج، لأننا نتمسك بعادات
وتقاليد ومفاهيم معينة، صحيح أن غيري من الفنانين متزوجون، على الرغم من
أننا نعيش الظروف نفسها، لكن ألا ترين أنهم قالوا إن محمد عبده تزوج من
فتاة أجنبية؟ من يتزوج يتكلمون عنه ومن لا يتزوج يتكلمون عنه أيضا. الكلام
كثير ولكن عندما يريد الله فلن أتأخر أبدا».

مع احترامي

عمري ما اقتنعت فيه مطرب

وهذا رأيي الشخصي

كل الشكر صديقي الجالودي

تقبل مروري المتواضع