موضوع: ( قصص قصيرة جدا ً )ـ 2 ــ * جمال الدين الخضيري * السبت أغسطس 13, 2011 3:34 am
الحسـناء والحصان
بملابس البيكيني تجري على شاطئ البحر.. يلوح من بعيد حصان يلاحقها . يدركها ، ويحاذيها . يعدوان بشكل متوازن ورزين .. متدثرة به ودون أن تتوقف عن جريها أزاحت ما تلبسه وطوّحت به ، فقط تبرز منها ساقان بلوريتان تتشابكان مع القوائم الأربع . - آه .. ثمة احتمال أن تنجلي إذا زاد الحصان من سرعته ، أو تقهقرت هي عنه . ثارت ثورة المخرج وهو يدمدم ويحتدم في وجه المصور: ـــــــــ - من زاوية أخرى ، ركّزْ على الفتاة وليس على الحصان يا حصان
ســـاحة الحـــمام
منذ مدة والساحة خالية من الحمام . انقطع عنها مرتادوها ، لم يعد الأطفال ينطّون وراء الحمام ، هاجرها المصور، وبائع الحلوى ، وماسح الأحذية ،... - لا قوت في الساحة ، قال الذين انقطعت أرزاقهم ، ولعنوا الحمام الذي قاد لواء الهجرة .. جاء صوت الزبّال مبتلا ًبنحيب مكنسته مشيرا ًإلى طيف هناك عند الطوار كأنه الغمام : - أُغتيل الحمام ، غبّ كل إطلالة شمس ،عند عتبة المطعم ذاك أجمعُ أكوام ريش وبقايا حمام
سحـــر اســـود
- رجل أسود أدرد يشرب قهوة سوداء في ليلة حالكة . هذا ما قاله لي وأنا أسأله عن لوحة تشكيلية لا أرى فيها إلا السواد . ولا أخفيكم أني لم أر سحرا ً أسود مثل هذا الذي يشع من اللوحة السوداء
.
بعـــــاد
رأيتهم تتقلص أجسادهم وتقصر كلما نأوا عن أنظاري وذابوا في البعاد والمحاق ، ولا يعودون إلى أحجامهم الطبيعية إلابالرجوع إلى نقطة انطلاقهم . أقول لهم مرارا: - تذكرتكم وأنتم صغار . يقولون لي كلاما ً مشابها ً : - كم كنت صغيرا ً وأنت بعيد عنا ! فلست أدري إن كانت العلة في أجسادنا أو أنظارنا .
خلـــــوة
حمل إلي الهمس أنها تختلي به في مكتبها عند الانتهاء من العمل .. لما تحرّيتُ الأمر انشرح صدري للحقيقة الساطعة التي توصلت إليها فانبريتُ أواجههم : - أملياء بالخرافة أنتم ، وأفّاكون ، لم تختل به قط، بل هو الذي يختلي بها ، فشتان ما بين الفاعل والمفعول به
.
هـــــاتف
ثار ملعلعا ً. تخلص من عقال سروال الجينز الآثم ، ومن القميص اللاصق الكاشف ، ومن كل الأثاث ، ومن الأسلاك المنغمسة في الحيطان . تفضفض ، تمضمض ،... ولما طال به المطال واشتاق إلى لجلجة العباد ، تبدى له الهدهد بقنزعته يطل من ثنايا الإطمار . صاح جذلا ً: - يا له من هاتف نقال بالمجان !
توارد خـــواطر [/b][/b][/size][b][size=9]
[size=16]زجاجة فارغة إلا ثلثها ، سرير أشعث ، أثاث مبعثر متآمر مع خطيئة ما .خمّن وهو يتأمل اللوحة : ــــــ تحتاج إلى لمسة متممة : أ - كارعان للزجاجة ، متسببان في الشّعث . ب - عاصفة ثلجية ما . ج - ... طفق يرسم بعينيه ما فاض به خياله . أحس بالرسّامة جانبه تتأمل ريشته اللامرئية ، قالت مبتسمة وهي ترمق لوحتها : - دعها هكذا ففيها متسع للجميع . صاح غير مصدق : ـــــــــ - يا لها من توارد خواطر