يشتكي
عدد من الزوجات من إقبال الأزواج الزائد عليهنّ بالصورة التي وصفتها
إحداهنّ بالهمجية متسائلة:«ما الفرق بين الإنسان الذي كرمه الله بالعقل،
وبين الذي لا يصبر على شهوته ولا تكليف عليه، ومثل هذا الزوج الذي يجبر
زوجته على العلاقة الحميمة في نهار رمضان يعتبر ساقطًا في عين زوجته؛ لأنها
ستشعر وقتها بضعفه غير المحتمل وغير المبرر؛ فالزوجة أين ستذهب، وهو أين
سيذهب؟ كلاهما سيجد الآخر في الوقت المتاح، والأمر كله لا يعدو أكثر من شهر
يأتي كضيف كريم مرة في العام، أفلا يصبر الناس على أنفسهم ساعات معدودة
خلال شهر واحد في العام؟ لا يمكن أبدًا أن يجبرني زوجي على ما حرمه الله في
نهار رمضان، وإذا فكر في ذلك فسيكون الطلاق هو الحل الأمثل لأحفظ ديني».
تختلف
سارة علي ـ طالبة ـ مع هذا الرأي، وتقول: «إنّ الطلاق ليس الحل لتقويم
سلوك أي زوج بل هو بداية مشاكل لا حصر لها للزوجين، وإنما يجب توجيه الزوج
التوجيه المناسب، وإشباعه عاطفيًا وجنسيًا في الوقت المسموح به في ليل
رمضان؛ حتى لا يكون الأمر مطروحًا عنده في النهار، فيصوم وتصوم زوجته».
أزواج يدافعون: رفض
الإعلامي نائب رئيس تحرير صحيفة «الوطن» الأسبق عبد الله القبيع سلوك
هؤلاء الرجال الذين يحتالون بالسفر من أجل معاشرة زوجاتهم، وضحك
قائلاً:«المهم أن يثبتوا الرجولة في غير رمضان، وليس في نهار رمضان، وهؤلاء
الذين يحاولون إثبات رجولة كاذبة يبحثون عن إثباتها من خلال مثل هذه
التصرفات التي أقل ما توصف به بأنها تصرفات «مراهقة»، وليست تصرفات رجال».
ووصف
محمد الحوشان ـ موظف حسابات ـ من يفطر، ويضحي بصيام يوم في شهر رمضان من
أجل معاشرة زوجته بأنه ناقص عقل قبل أن يكون ناقص دين. وأضاف الحوشان:«هذا
لا عذر له فيما يفعله، حتى وإن افتعل لنفسه الأعذار، وللأسف في مجتمعنا من
يقوم بهذا الفعل، وشريعتنا السمحة لم تحل الإفطار للمسافر إلا رأفة به؛
لكي لا يشق عليه الصيام، وليس لجعله طريقًا للالتفاف على ما حرم الله، وكيف
لزوجته أن تراه على هذا الضعف تجاهها خصوصًا في هذا الأمر الذي لن ينتهي
لا في رمضان ولا بعد رمضان، فلماذا التحايل في الوقت الذي سمح الله به في
الليل؟، ولماذا تكون التهمة دائمًا موجهة للرجل، فهناك زوجات يجبرن
أزواجهنّ بالدلال الزائد على الإفطار أيضًا من أجل معاشرتهنّ».
يختلف
عبد الرحمن سعود، موظف، مع زميله الحوشان في الرأي، ويرى أنّ من يأتي هذا
الفعل لابد أنه يفكر بطريقة سليمة جدًا، لكن هل يظن أنّ هذا التحايل سينجيه
من الإثم، فهو كمن أفطر في رمضان بلا عذر؛ لكنه يواسي نفسه بقطعه مسافة
السفر، واستثمار رخصة الفطر للمسافر، ولا يرى الحوشان أي احتيال في الأمر،
فهو قطع المسافة حسب الرخصة، وأفطر حسب الرخصة، ويحق له ما يحق للمفطر فلا
تلوموا من يفعل ذلك.
فيما
يرى عبد الله محمد ـ موظف إداري ـ أنّ من يفعل هذا الفعل يكون قد ارتكب
خطأين الأول: أنه سافر ليحلل لنفسه ما يحرمه صيامه عليه، الخطأ الثاني: أنه
بهذا سيجبر زوجته على أن تفطر، ولا تتم صومها فما ذنبها؟ وقبل كل شيء فإن
الله سبحانه وتعالى يعلم النوايا، وما تخفي الصدور، وربما يكون من يفعل هذا
متزوجًا حديثًا، وفي نيته التكفير فيما بعد رمضان، ولا يقدر على الصبر على
زوجته فيستثمر رخصة السفر في الإفطار، ولكل حالة ظروفها في رأيي، وكل رجل
يود أن يفعل هذا الفعل عليه استشارة أحد العلماء، وهو يفتيه بالحلال
والحرام.
ويؤكد
مهند العليط، طالب في كلية الطب، أنّ مثل هؤلاء الرجال من الصعب الحكم
عليهم؛ لأنّ لكل أسبابه التي تخصه هو، أما أن يجبر زوجته على الإفطار فهذا
غير مقبول.
ويتفق
معه في الرأي أحمد الصريري، طالب، مؤكدًا أنّ الصيام شعيرة جميلة تحيي
الروح، وتغلبها على الجسد، فكيف لإنسان أن ينحاز إلى الجسد أكثر من الروح؟