10 الآف أردني يحتشدون خلف منتخبنا ( شاهدوا الصور )
أخبارنا- كل المؤشرات كانت تؤكد أنها مواجهة
لا تقبل القسمة على اثنين، كان ذلك عنوان مواجهة منتخبنا ونظيره السعودي
قبل أن تبدأ، وذلك ما حدث فعلا بعد أن طار طير النشامى الشقي برزقه في
سيناريو لم يتوقعه عشاق الأخضر السعودي الحزين، حيث انتصر المنتخب الأردني
بهدف.. كان قد وصل إليه وفق ما خطط له ليدافع بعدها عن هدفه بانضباطية
وقتالية عالية ليخرج منتصرا بجدارة واستحقاق مؤكدا طموحه الكبير في
المنافسة على ورقة التأهل الى الدور الثاني بعد ارتفاع رصيده الى اربع
نقاط، فيما خرج السعودي من البطوله.
وبلا ريب كانت مواجهة خاصة عربية عربية حاسمة
جدا، دخلها كل طرف بهدف الحفاظ على حظوظه في التأهل الى الدور التالي في
ظل امتلاك الأردني لنقطة والسعودي لرصيد صفري.
وفيما كان النشامى ينعمون بالأستقرار
والنشوة، بدا الأمر مختلفا لدى المنتخب السعودي الذي دخل المواجهة عقب
تغيير جوهري طرى على صفوفه عقب خسارة أولى من السوري حيث حل المدرب الوطني
ناصر الجوهر محل البرتغالي المُقال بيسيرو، ليثير مثله أمر هاجس خليط بين
القلق والارتياح قبل ان تتجه الأمور الى منحى أخر دخل معه المنتخب السعودي
الى النفق المظلم في ظل سخط سعودي كبير على منتخب لم يحفظ ماء وجه الكرة
السعودية ولاعبين لم ينتصروا لتاريخهم ولتاريخ الكرة السعودية الكبير.
جس نبض مقابل اندفاع رتم المواجهة بدا في الشوط الاول بمعادلة جس
نبض اردني واندفاع سعودي، ثم تحول الى ندية بين الجانبين، فالمنتخب السعودي
بدا انه الأكثر اندفاعا نحو الهجوم منذ البداية حيث تحصل على هجمتين
ابرزها عند الدقيقة الثانية عندما انتهت هجمة اولى للسعودي مع الدقيقة
الأولى الى ركنية كاد السعودي يسجل منها هدف لولا تدخل عامر شفيع الحارس
الاردني..، فيما بدا ان المنتخب الاردني الأكثر تمركزا في الدفاع.. لا يريد
المبادرة حتى يقرأ نوايا منافسه بالتأكيد والذي تأكد تماما من خلال
اندفاعه في البداية انه يريد تخليص المواجهة وتسجيل هدف مبكر، غير ان ذلك
لن يتحقق له حتى منتصف من الشوط الأول بالرغم من الهجمات العديدة التي تحصل
عليها السعودي والتي كان منطلقها غالبا محمد الشلهوب واخطرها فرصة عند ق
15 عندما لعب الشلهوب كرة الى راس هزازي الذي لعبها وتدخل عامر شفيع
ليفسدها، وكذا عند ق 18 عندما سدد الأكثر تحركا في الهجوم نايف هزازي فوق
المرمى الأردني، وفي تلك الأثناء لم يقف الاردني عاجزا، بل تحرك من مواقعه
الدفاعية رويدا رويدا وحاول الهجوم من خلال كرات قصيرة متناقلة والتقدم عبر
الاطراف والعمق عند عدي الصيفي المتحرك في الجبهة اليسرى غالبا ومعه حسن
عبد الفتاح وعبد الله ذيب وعامر ذيب وبدت اخطر فرصة للأردني تلك التي تحصل
عليها المتحرك عدي الصيفي وسدد خلالها الكرة الى احضان وليد عبد الله عند ق
20، ثم فرصة اخرى عند ق 24 عندما انطلق المتحرك المزعج للدفاع السعودي عدي
الصيفي وسدد وحصل على ركنية، قابلها الاخضر السعودي بهجمة عكسية عند ق 29
من كرة عكسية لعبده عطيف لم يقابلها هزازي في الموعد المناسب.
هدف الانتصار الاردنيعقب مثلها دقائق نارية من المواجهة ووسط
صيحات ما يقرب من 17 الف متفرج تبادل الطرفين السيطرة حتى الدقيقة 43 عندما
فاجأ لاعب وسط الميدان الاردني بهاء عبد الرحمن كل من في الملعب وليس فقط
الحارس السعودي وليد عبد الله بكرة ساقطة ولجت المرمى السعودي هدفا اول
للنشامى الاردنيين، بل وكاد الأردني ان يعزز النتيجة بهدف ثان عبر عدي
الصيفي الذي انسل من بين المدافعين ليقابل كرة ساقطة في المرمى غير ان تدخل
وليد عبد الله افسد محاولته لتسجيل هدف ثاني.
ولعل تلك ابرز احداث الشوط الأول، الذي كان شوطا جيدا ومفتوحا على مصراعيه من قبل الفريقين.
دقائق الحسمدقائق الحسم في الشوط الثاني أُستهلت كما
أُستهل الشوط الأول باندفاع للاعبي المنتخب السعودي نحو الهجوم وبلسان
الحال الذي يقول بانه ليس لدينا ما نخسره فاما العودة الى المواجهة بهدف
التعادل أو الوداع الحزين والمهين للمنافسات، ومن اجل ذلك فلقد لجأ ناصر
الجوهر لإحداث تغيير فيي شاكلته وتشكيلته فبعد الاعتماد على محورين هما
سعود كريري وعبده عطيف في الشوط الأول وبمهاجمين فقط ، تحول في الشوط
الثاني الى اللعب بمحور واحد وثلاثة مهاجمين مع انزال المهاجم ناصر
الشمراني والاستغناء عن المحور عبده عطيف، وكل ذلك لم يجدي نفعا.
وبالطبع قابل الرغبة السعودية في العودة
للمواجهة قابلها ثبات أردني قوي في الدفاع على طريقة الدفاع اولا خصوصا في
ظل تقدم اردني بهدف، فالنشامى يدركون بأنهم في الوضع الأفضل الذي يجعلهم
يلعبون على هدف التقدم الذي سجلوه مع نهاية الشوط الأول، وهي افضل نتيجة
كانوا يحلمون بها ويتمنونها، واستمر رتم اللعبفي الشوط الثاني على نسق ورتم
هجوم سعودي ودفاع اردني وهو سيناريو كان متوقعا، غير ان هجوم شاكلة الجوهر
لم يكن قادرا على اختراق الجدار الدفاعي الصلب لشاكلة عدنان حمد، حتى في
ظل تحصل الهجوم السعودي على فرصة ذهبية لتعديل النتيجة عند ق 74 عندما
تبادل القحطاني والشمراني كرة انفرد معها ناصر الشمراني بالمرمى الاردني
بعد ان رواغ المدافعين، بيد انه فشل في ايداع الكرة بالمرمى وهو في وضع وجه
لوجه مع الحارس الأردني المقاتل عامر شفيع، وغير هذه الفرصة الذهبية تحصل
الأخضر على فرص عديدة لكنها لم تكن خطرة.
والمثير انه في ظل السعي السعودي للعودة
لاجواء المواجهة كانت القتالية لدى النشامى في اعلى درجاتها خصوصا وقد
سيطرت على الموقف واستطاعت ان تفشل كل المحاولات السعودية في إدراك
التعادل.
لوحة فريدة
رسم الأردنيون ملحمة فريدة من نوعها في
الدوحة يوم أمس، حين تدفق نحو 10 الآف مشجع لمؤازرة منتخب النشامى الذي نجح
في تحقيق فوز تاريخي على نظيره وشقيقة السعودي قاطعا الخطوة الأكثر أهمية
في طريق التأهل للدور الثاني من نهائيات كأس آسيا.
فقد اكتست ملاعب الدوحة وشوارعها بأكثر مظاهر
التشجيع تميزا وحضاريةً ، حيث وقف أبنا الوطن سندا خلف منتخب النشامى
ليكونوا اللاعب رقم 12 في اللقاء الذي حسمه الأبطال لصالحهم أمام الشقيق
السعودي حامل اللقب الآسيوي لثلاث مرات.
وحضر الأردنيون كبارا وصغارا شبانا وشيبا
لمدرجات الملعب ، وتميز كذلك بتواجد مئات الأطفال في جنبات الملعب ، حيث
ارتسمت على محياهم الفرحة والسرور بانجاز أبطال الوطن.
وقد شارك السعوديون أشقائهم الأردنيون فرصة
الفوز التاريخي، إذ عقدت حلقات الدبكات حول محيط ملعب نادي الريان، في مشهد
يعكس مقدار الأخوة والتلاحم بين الأشقاء العرب.
وحمل مشجعو البلدين الأعلام الأردنية
والسعودية عقب إسدال الستار عن أحداث اللقاء كما طافت سيارات الأردنيين
والسعوديين بتلك الأعلام، في مشهد تماهت خلاله معاني المحبة والوفاء.
وفور انتهاء اللقاء سارت سيارات مشجعي
المنتخب الوطني لمدة تزيد على الساعة والنصف وصولا لقلب الدوحة وهم يلوحون
بالشماغ الأردني ويحملون صور جلالة الملك عبد الله الثاني.
وقد شهدت هذه الطريق ازدحاما غير مسبوق من جراء العدد الكبير من مشجعي المنتخبين.
وبارك السعوديين المقدر عددهم بنحو 12 ألف
مشجع ، الفوز الأردني حيث قالوا لأبناء جاليتنا في الدوحة من المشجعين "
تستاهلون" و" عقبال التأهل" وكان الرد عليهم بالتمني للمنتخب الشقيق
بالعودة لسدة المنافسات الإقليمية.
وظهرت جهود لجنة مساندة المنتخب الوطني
بشكل واضح خلال هذه المواجهة، حيث كان لحثهم أبناء الجالية وتواصلهم وتحضير
مستلزمات التشجيع الأثر الكبير في هذا الحضور المميز لأبناء الوطن على
مدرجات نادي الريان.
كما كان لجهودهم دور مؤثر في تنسيق وفود
مئات من أبناء الجالية الأردنية في دول مجلس التعاون الخليجي، حين تم تجهيز
وسائل النقل والخدمات اللوجستية لضمان تواجد أكبر عدد ممكن على المدرجات.