18 ابتسامة تكشف وجهاً آخر لحواءتنفرد الكائنات البشرية عن غيرها من الكائنات بالابتسامة الصادرة من
القلب، ولكن الابتسامة التي قد تبدو سلوكا إنسانيا بسيطا ما هي إلا سلوك
معقد، يحتوي على أنواع ومعان، فهناك الابتسامة البيضاء الصادقة، والصفراء
الزائفة.والسوداء اليائسة، وإذا كانت ابتسامة المرأة هي مفتاح جذب
الرجل الذي يعشق الوجه المشرق، والنظرة المباشرة، والابتسامة العريضة التي
تنسيه وقوفه على الأرض، فذلك لأنها سلاح المرأة ووسيلة من وسائلها غير
اللفظية للاتصال بالآخرين، وإحدى لغات جسدها التي عرفت منذ القدم بمدى
قوتها وفاعليتها. وإن كان الرجال قادرين على التمييز بين ابتسامات المرأة
الثلاث البيضاء، والصفراء، والرمادية، فسيدخلون بعد اليوم في دوامة غريبة
تسمى ابتسامات المرأة ال18!.
يقول دكتور خليفة المحرزي، المستشار
الأسري لمركز الأسرة السعيدة: يؤكد الباحثون وجود 18 نوعاً من الابتسامة،
ومن بين هذه الأنواع المختلفة هناك نوع واحد فقط حقيقي ودافئ هو الابتسامة
الصادقة، وهناك طائفة كبيرة من المشاعر والأحاسيس تعبر عنها الابتسامة.
فالإنسان يبتسم عندما يكون مبتهجا أو يائسا، أو حرجا، أو خجلا، أو لتغطية
عدم الراحة، أو لإرضاء شخص أقوى منه اجتماعيا، ولذلك فإن للابتسامة مسميات،
حسب نوع المشاعر التي تعبر عنها، من ابتسامة الابتهاج العريضة، إلى
الابتسامة الخجلى، إلى الابتسامة الغامضة، ومن الابتسامة الاجتماعية
المهذبة إلى الابتسامة الزائفة.
تحليل عضلات الوجهولأن
الابتسامة أنواع، فإن الإنسان المتلقي يعرف أكثر من غيره معنى الابتسامة
المقصودة والموجهة إليه، ويستشعر العواطف والأحاسيس التي تنطوي عليها هذه
الابتسامة، حيث تعتمد ابتسامات المرأة بأنواعها على عضلات الوجه، فجميعها
تستخدم عضلات الوجه استخداما مختلفا.ويستطيع الرجل توظيف خبرته
الإدراكية التي يستمدها من التفاعل الاجتماعي في التمييز بين أنواع
الابتسامات ومغزاها الشعوري، وعن كيفية كشف نوع الابتسامة من خلال عضلات
الوجه يقول المحرزي:تؤثر المشاعر الحقيقية في عضلات جانبي الوجه
بالتساوي، أما إذا كانت المشاعر زائفة؛ فإن حركة عضلات الجانب الأيسر من
الوجه تفضح الإحساس الكاذب، لأن عضلات الجانب الأيسر من الوجه أكثر تعبيراً
من عضلات الجانب الأيمن، فالابتسامة الحقيقية تحتاج إلى مجموعتين من
العضلات؛ المجموعة الأولى موجودة حول الفم، وبالإمكان تحريكها إرادياً،
والمجموعة الثانية موجودة حول العينين، ولا تستجيب بحركتها إلا للمشاعر
الحقيقية.وتعد الابتسامة البيضاء الصادقة الأداة الصحيحة للتعبير عن
الابتهاج العفوي والسرور وصدق المشاعر، وفيها ترفع عضلة وجنات الوجه
الرئيسية زاويتي الفم، بينما يرتفع الخد بفعل عضلة أخرى، ويجذب البشرة حول
محجر العين إلى الداخل، وبقدر ما تكون العاطفة أقو،ى يتحدد أكثر فعل هذه
العضلة.
مدة الابتسامة الصادقة والزائفةويوضح
المحرزي أن الابتسامة الصادقة قصيرة جدا، وحدد مدتها قائلا: لا تلبث ظاهرة
أكثر من أربع ثوان، وقد تدوم نحو ثلثي الثانية، أما الابتسامة الزائفة فهي
ابتسامة غير متناسقة.وكأن بعض الوجه يبتسم والبعض الآخر لا يبتسم،
فهي مضللة عن عمد، كما أنها تدوم أطول من النوع الحقيقي، وهي أبطأ بالنسبة
إلى الانتشار عبر الوجه.ويقرر الخبراء أن الابتسامة الزائفة هي الأكثر شيوعا بين الناس، وعن أفضل الوسائل للتعرف إلى الابتسامة الزائفة يقول المحرزي:العينان
اللتان تضيقان عندما تكون الابتسامة من القلب، تبقيان غير متأثرتين عندما
يغطي الشخص بابتسامته الزائفة عواطف سلبية، كذلك عندما تكون الشفة العليا
مرتفعة بطريقة مبالغ فيها، بينما تبدو الشفة السفلى مربعة دونما أي حركة في
الفك، تأكد عندها أنها ابتسامة زائفة.ومن حسن الحظ أنه قلما تخدع
الابتسامة الزائفة أي شخص، لأنها تحدث إحساسا مزعجا وغير لطيف في الناظر،
الذي لا يكون قادرا على تحليل رد فعله عليها، ولكنه غريزيا سرعان ما يدرك
أن شيئا ما ليس صحيحا تماما.فالعضلات حول أعيننا، والتي نستعملها
للابتسامة الصادقة، لا يمكن وضعها تحت السيطرة الشعورية الإرادية للدماغ،
لذا ففي حالة الابتسامة الزائفة فإن الشفتين وحدهما يمكنهما أن تكذبا، أما
العضلات حول أعيننا فهي عضلات صادقة بريئة لا نستطيع توظيفها للمشاعر
الكاذبة.
انفعالات تكشف عنها الابتسامةالابتسامة
تفضح صاحبها، ويستطيع من خلالها الآخرون قراءة ما يدور في عقل صاحبها..
هكذا بدأ المحرزي تفسير بعض الابتسامات، ويقول: عندما تشعر المرأة بالذنب
تكون ابتسامتها مفتعلة.كما تحرص على تحريك يديها أمام وجهها لإخفاء
التغيرات التي تطرأ عليه، وعندما تكون غاضبة تتقارب حواجبها أثناء الابتسام
وتكون نظراتها باتجاه الشخص الذي أثار غضبها، أما إذا كانت في حالة الملل
فتكون ابتسامتها باهتة وتحمل القليل من الأمل، والحياة.ويؤكد
المحرزي أن ابتسامة المرأة الذكية جزء من سحرها، يقول: تستخدم بعض النساء
الابتسامة كوسيلة لتهدئة غضب الرجل وانفعاله، كما تعتقد غالبيتهن أن
الابتسامة يمكن أن تحل أحيانا مكان الإجابات، وبهذا يتجنبن الإحراج ويتحررن
من السؤال.