حظي وعارفه - أحمد حسن الزعبي

حظي وعارفه!!..

ما شجعت فريقاً رياضيا ، أو حتى فريقاً سياسيا،وقررت ان اصبح من انصاره ،وآزرته من كل قلبي ودعوت له بالنصر المبين ..الا وهزم شر هزيمة..

أحياناً كثيرة افتح على قناة رياضية أشاهد فريقين من الدوري الألماني أو الايطالي مثلا ، لا اعرفهما ولست من المتحمسين لهما ،لكن من باب التسلية اتخذ قراري في التشجيع.. اشاهد النتيجة ،احدهما متقدّم على الآخر بهدفين مقابل لا شيء..فأقرر تشجيع الفائز ،وما ان اضع الوسادتين تحت كوعي، واحضر ابريق الشاي لأتابع متعة النصر ..حتى يتراجع الفريق الفائز ،وتضيع الكرة من أقدامه ، ويخسر في نهاية المباراة 4-2.

نادي الرمثا ايضا، كلما سمعت عن ادائه الرائع ، وقتاله في الملعب،وفرصته بإحراز اللقب ، اقرر أن أتابعه على المدرجات من باب المؤازرة والتمني له بالنصر ..لكن، ما أن افرش سجادتي تحتي ، واخرج من جيبي «كيس بزر عين شمس ابو العشرة «..حتى يتراجع لعبه ، و يتجمد رصيده ، وتضيع فرصته بأخذ اللقب، لا بل ويهدد بالهبوط احيانا.

في عام 2003 عندما اعلنت أمريكا الحرب على العراق وبدأنا نسمع تصريحات المسؤولين العراقيين المطمئنة قبل الحرب ، والتي تعد بدحر الجيش الأمريكي وتلقينه درسا لا ينسى..آزرته من كل قلبي، وذرفت الدموع آناء الليل، وعلّقت العلم العراقي على اسلاك الرموش، ودعوت له بالنصر المبين في كل سجدة.

وعند بدء الحرب ،ما ان وضعت الوسادتين تحت كوعي ، واحضرت ابريق الشاي لأتابع متعة النصر ..واذا بالدبابات الأمريكية تحوم في ساحة الفردوس..

في هذا المونديال قلت في نفسي لا بد من الاختباء وراء الأقوياء وتشجيع المنتصرين دوماً ، لأثأر على الأقل من كل هزائمي النفسية والفردية والشخصية والقومية والعروبية والحروبية ، ولأتذوق ولو مرة واحد طعم «الفوز» بالفراولة ، بدلاً من ان يبقى هذا الطعم غيبياً متخيلاً مثل فاكهة الجنة.

البرازيل ، المانيا، ايطاليا، هذه الفرق التي أشجعها بالترتيب..لا بل قد رجّح معظم المحللين الرياضيين ان يكون بطل العالم أحدها بلا منازع..»برضه ..بس حطيت» الوسادتين تحت كوعي وأحضرت ابريق الشاي لأتابع متعة النصر..حتى خرجت ايطاليا من الدور الأول،تبعتها البرازيل بصورة محزنة..

في هذه الأثناء كان المنتخب الألماني يبهر العالم..قلت: بقي ال»مانشافت « والألمان حتماً لا يخيبون الأمآل.في مباراة الأربعاء الماضي ، أحضرت العدة المعتادة : ابريق الشاي والوسائد؛ لأتابع متعة «الدق الألماني»..وبالفعل ، قدم الشباب أسوأ مباراة في تاريخ الكرة الألمانية وكلما نظر احد اللاعبين الى الكاميرا أحسست انه يخاطبني قائلا: (منّك لله...).

اليوم شأني شان معظم الأردنيين سأشجع اسبانيا..لكن اراهنكم على حلق حاجبي الأيمن ان فازت..حظي وعارفه!!..

**

بالمناسبة بعد انتهاء المونديال ، أنوي تشجيع خصومي من كل قلبي.