موضوع: الفنان الفرنسي تيسو الأحد مايو 02, 2010 9:49 am
الفنان الفرنسى تيسو
جاك جوزيف تسيو فنان فرنسى ولد 1871-1902 لاسرة من الطبقة المتوسطة فى نهاية القرن الثامن عشر تعلم الرسم فى الاكاديمية الفرنسية للفنون وسرعان غادر فرنسا لانجلترا عاش هناك فى لندن على ميناء نهر التايمز ورسم عدد كبير من لوحاته لهذا الميناء والسفن ولع بالحياة البريطانية التى ربما تكون مختلفة بتزمتها وحرصها على عاداتها وتقاليدها كثيرا عن المجتمع الباريسى عاش هناك وسط الطبقة الارستقراطية للمجتمع الانجليزى وتقرب منهم واخذ فى رسم لوحاته لهذا المجتمع بكل تفاصيله اليومية من حفلات ونزهات واعمال وسفر وترك وراءه ثروة وتراث كمرجع لهذه الطبقة فى اواخر القرن الثامن عشر لوحاته تمتاز بالانطباعية فكأنها مشاهد ولقطات حية اهتم بابراز التفاصيل كملابس السيدات التى رسمها بكل دقة حتى وكانه مصمم للازياء وقبعات الرجال كذلك فى الديكورات استخدم الخشب بكثرة ومعروف عن الانجليز حبهم للخشب وتزين بيوتهم به فرسم المقاعد والطاولات والارضية من الخشب بشكل فنى دقيق من المعروف ان هناك دور لسيدة انجليزية مطلقة جميلة تدعى كاترين نيوتن التقى بها وجمعت بينهم قصة حب وكانت بمثابة ملهمة له ورسم لها عدد كبير من اللوحات او غالبا وجهها هو المستخدم فى كل لوحاته حتى قبل اطلاعى على هذا الموضوع كنت اتساءل لماذا نساء كل هذا الرجل متشابهات الى هذا الحد ولكن قصة الحب انتهت نهاية مأساوية بموت كاترين ليقرر بعد وفاتها باسبوع على اثر هذه الفاجعة السفر الى باريس ويتجه لرسم اللوحات الدينية وسافر لرحلة طويلة للشرق الاوسط حتى يتعرف هناك على خلفيات لوحاته وينقلها بصورة اكثر واقعية كعادته دائما لم يحالفه النجاح فى باريس كفنان انطباعى وجوده فى ذلك التوقيت اثار غيرة زملاؤه الانطباعين ولكن لانه كان مميز بابراز ابسط التفاصيل بكل دقة مع الوقت لفت الانظار لموهبته هذه الموهبة التى يصعب امامها ان تفرق ان كنت تقف امام احد اللوحات الزيتية ام مشهد واقعى من الحياة فمثلا عند رؤية السفن البخارية وهى تقلع من ميناء يمكنك سماع بوق السفينة ورائحة الدخان الاسود الكثيف تملأ انفك وهذا الصخب الذى يصدره اختلاط اصوات الملاحون والمغادرون
لوحة بعنوان "last evening " ,وهى المساء الاخير على ظهر احد اليخوت تتمدد جميلة على احد الكراسى الهزازة من الخشب وتسند قدميها على مسند صمم خصيصا لذلك رسم الكرسى بهذا الشكل الدقيق كم لو انه تحفة فنية ترتدى معطف من كاروهات الابيض والاسود وتضع على قدميها شال من مربعات الاحمر والاسود التناقض حجم المربعات والوانها فى المعطف مع الشال ربما اضاف جمال للوحة تجلس حزينة مسندة يديها على خدها فهو مساءها الاخير فى هذا اليخت وحتما ستبتعد عن حبيبها الذى يجلس بجوارها يستغرق فى تأملها بنفس ملامح الحزن التى تعبرها فى الخلف قائد المركب مع جنتلمان انجليزى يظهر انه لورد او كونت بهذه الملامح القاسية يثرثر فى اذن القائد الذى سلم له اذنيه ويفكر فى اقواله له بعدما اهمل قراءة الجريدة تسترق السمع خلفهما طفلة جميلة قطعة الاثاث التى جلسا عليها الرجلان عبارة عن مقعد من الخشب المضلع مزين من اسفل بقطع زجاجية برع الفنان فى رسمها لتخرج بهذا الشكل على مرمى البصر الاحبال المتدلية ولكن جاءت كثرتها غير مناسبة مع هذا المشهد الحزين
لوحة بعنوان "the garden bench"
,هذه اللوحة بعنوان مقعد الحديقة كانت احد الصباحات المشمسة التى قررت فيها هذه الاسرة الخروج للحديقة تجلس الام فى فستان صباحى جميل مناسب لهذه النزهة ولم تنس ان ترتدى القبعة تجلس على فراش وثير من الفراء على احد المقاعد الخشبية وتنزوى بجسدها باتجاه الابن الصغير وتنظر اليه نظرة يملؤها الحنان والعطف يجلس ولد صغير على حافة المقعد يميل بجسده لينظر مباشرة فى عين الفنان بشعر اشقر ينسدل من اسفل قبعة جميلة تزين رأسه ويرتدى بدلة جاء تصميمها غاية فى الاناقة محلاة بازرار ذهبية ويضع وردة حمراء فى ياقة قميصه الابيض نظرة الولد تملؤها الشقاوة والشغب بينما تسترخى الفتيات فى دلال انثوى على المقعد الخلفية من الازهار الجميلة المتفتحة اللوحة صاخبة مفعمة بالحياة اظهر الفنان هذه الاسرة كثيرة الشبه كم لو انهم يملكون نفس الملامح
لوحة بعنوان "the traveller"
المسافر وفيها نرى مشهد فى احد الشوارع المزدحمة يستعد الزوج للسفر يقف بجوار العربة التى ستأخذه بعيدا وهو بكامل اناقته لتودعه زوجته بقبلة على وجنتيه يتلاقها مبتسما وسعيد الزوجة لا تقل اناقة فى فستان من اللون البنفسجى الفاتح اخر صيحة فى عالم الازياء فى ذلك الوقت ولم ينسى الفنان ان يبرز تفاصيل اكسسسوارت هذا الثوب من قبعة من الخوص محلاة بفيونكة من نفس لون القماش وقفازات من الساتان الابيض فى الخلف تقف الخادمتان يودعان سيدهما بنظرة حزينة رسم الفنان عدد كبير من الشخصيات بخلفية الصورة وعلى الجانبين تراصت الابنية ولد صغير يحمل يضع بضاعته فى صندوق خشبى وينادى لها والحقيقة غير مفهوم ما نوع البضاعة التى وضعها هذا الصبى فى الصندوق بهذا الشكل يظهر ايضا فى اللوحة عامل الالبان بزيه الابيض يضع قفصا فوق رأسه بالرغم من الاضاءة القوية التى تظهر كم هو صباح صحو ومشمس مختلف عن صباحات لندن الضبابية الا انه هذا الجنتلمان يمسك بالمظلة فربما فعل ذلك حتى يختفى عن اعين المتطفلين فلا يشاهدون هذا الوداع الحار
االلوحة بعنوان " THE SHOP GIRL ""
بعنوان بائعة المتجر وهى لفتاة جميلة تعمل بمتجر راقى لبيع الازياء المعروضة بالواجهة الزجاجية للمتجر والتى شدت انتباه هذا الرجل ذو القبعة فوقف ليشاهدها الفتاة وقفت ترتدى زى العمل فستان من الاسود بياقة بيضاء وتقف لتمسك بمكبس الباب الزجاجى وتقوم بفتحه لاستقبال الزبائن تمسك بيديها علبة من اللون الوردى والحقيقة لا اعلم ما السر فى هذه العلبة فتاة اخرىتشارك الفتاة العمل ولكنها تولى لنا ظهرها فلا تظهر ملامحها الوضع بالداخل فوضوى فهناك الكثير من الاقمشة التى وضعت على طاولة خشبية كبيرة وتركت مهملة يظهر على الفتاة الهدوء وابتسامة الرضى والتفاؤل التى تقابل بهما زبائنها الجو مشمس بالخارج والعديد من العربات التى تجرها الخيول تندةبتقليمات من البرتقالى والابيض تعلو المتجر وهناك العديد منها بنفس الشكل على الجانب الاخر للطريق اذن المتجر باحد الاحياء التجارية الشهيرة بلندن فى الواقع هو لوحة تنبض بالجمال والحيوية وكعادته استعمل المنحوتات الخشبية فى تشكيل ارجل الطاولة فجاءت بشكل بديع الصنع
اللوحة بعنوان "READING THE NEWS
قراءة الاخبار يجلس فيها رجل عجوز بزيه العسكرى يضع ساقا على اخرى ويقوم بتصفح الجريدة باهتمام بينما تقف ابنته فى الجوار ترتدى كامل اناقتها وتضع قبعة من اللون الابيض مناسبة للون الفستان المحلى بشرائط من الاسود تقف بجوار النافذة التى تفتح على مشهد لحديقة جميلة وتسند احد يديها على طاولة من الخشب بارجل متعددة من
الحديد وضع عليها طقم لشاى الصباح ملامح المرأة غير واضحة تماما لنعرف ماذا يدور بالها فى هذا الوقت تحديد
ولكن يظهر عليها الشعور ببعض الملل اللوحة جاءت لمشهد لاحد الاسر الانجليزية فى صباح احد الايام وكما نلاحظ استخدم الفنان الخشب فى كل اعماله تقريبا لولع الانجليز به
فيلجأوا اليه فى جميع ديكورات منازله
اللوحة بعنوان "BUNCH OF THE LILACS
باقة من الليلك تحملها جميلة ترتدى فستان رائع من اللون الازرق الفاتح وتميل براسها ميلة خفيفة تجاه الشمال برشاقة وجمال الخلفية من اغصان لنباتات جميلة من مشتل او بستان الاروع فى هذه اللوحة هذه البلاطات التى تراصت جنبا الى جنب فى شكل جميل وشديدة اللمعان حتى انها تعكس ظل من فوقها
لوحة بعنوان "HUSH"
المقصود بها سكوت لان هناك فتاة سوف تقوم بالعزف فى هذه الحفلة المقامة فى احد القصور والتى امتلأت بالمدعوين لدرجة انهم جلسوا لم يجدوا مقاعد فجلسوا على الدرج الرخامى تقف الفتاة وبيديها الة الكمان وبجوارها بيانو كبير لوحة لمشهد ربما رأه الفنان فى احد الحفلات التى قد كان دعى اليها
لوحة بعنوان "CHILDREEN PARTY"
حفلة للاطفال فى الهواء الطلق باحد الحدائق الجميع جلس ارضا يأكل الحلوى مستمتع تتكأ امرأة على جذعها لتقوم بتوزيع الطعام بينما تظللهم من اعلى اغصان متدلية لاحد الاشجار
لوحة بعنوان "A WOMAN OF AMBITION"
فى احد الحفلات حضرت هذه الجميلة بفستان من الستان السيمونى اللون محاط بحزام اسود من الوسط وبذيل طويل من الثنايات المتعددة تمسك مروحة كبيرة من الريش ترفع شعرها لاعلى وتبطأ ذراع جنتلمان غير واضح فى اللوحة الى اى شخص تنظر المرأة هذه النظرة الجميلة بابتسامة غامضة اللوحة متخمة بالمدعوون والمدعوات لدرجة تشعر معها بالضيق من الزحام والضوضاء لم ينسى الفنان كعادته ابراز الديكور بتفاصيله كم فى كل اعماله ففى الجدران هناك التماثيل والستائر والعمدة المذهبة وبالاعلى تتدلى الثريا الضخمة واريكة من باللون الاحمر القانى تجلس عليها جميلة ترتدى فستان من الاحمر الواضح فى هذه اللوحة ان الرجال تخلوا عن قباعتهم العالية من الواضح انه من غير اللائق حضور مثل هذه الحفلات بالقبعات اعلى الرأس
لوحة بعنوان "GENTLEMAN IN A RAILWAY CARRIAGE"
جنتلمان فى عربة للسفر يجلس رجل فى منتصف العمر تقريبا بكامل اناقته فى عربة للنوم باحد قطارات السفر ملامح الرجل هادئة هناك بريق ما بعيينه يدل على تفاؤل وامل خلع قبعته وتركها بجانبه لتظهر رأسه الصلعاء الا من بعض الشعيرات الخفيفة على الجانبين وبالرغم من ذلك فهو وسيم ايضا وضع على رجليه غطاء من الصوف بنسيج مقلم من اللون الاصفر وتدريجاته وغالبا كان قد مل من القراءة فترك الكتاب بشكل مهمل على الغطاء وامسك ساعته الذهبية المتدلية من جاكت بذلته ليرى كم تبقى من الوقت على الوصول وانتهاء الرحلة بينما امسك بيديه الاخرى الحزام بجانب النافذة استعمل الفنان الفراء فى تزيين ياقة واكمام المعطف فجاء الدقة الى الحد شعورك بأنك تلمسه بيديك وان هذا الذى امامك فراء حقا وليس مجرد رسم بالوان زيتية الاضاءه جاءت غير قوية تتسلل من النافذة الصغيرة لتضئ وجه الرجل
لوحة بعنوان "AFTERNOON COFFE
قهوة بعد الظهر بالرغم من عادة الانجليز فى احتساء شاى الساعة الخامسة مساء جاءت هذه اللوحة تحمل لوح مغاير لما هو مشهور عن هذا الشعب المعروف بعاداته وتقاليده الصارمة تقف امرأة بكامل اناقتها وتقوم بصب القهوة من ابريق غاية فى الاناقة وطقم فنجاين لا يقل عنه اناقة تنظر امامها وكأنها تنصت لاحدهم ربما تقوم بسؤاله كم معلقة سكر يريد المنضدة من الخشب اللامع خلف السيدة تظهر نافذة من الشيش قامت بزحزحتها للاعلى ليدخل الضوء للحجرة فظهر الميناء والمراكب الشراعية من خارج النافذة الاضاءة فى هذه اللوحة البسيطة هى سر جمالها فالشمس بعد الظهر التى ليست هى بالقوية ولا الضعيفة ترسل اشعتها ظلال مائلة للون البرتقالى وهذا تحديدا لو الاضاءة فى اللوحة
..
لوحة اخرى بعنوان "GOODBYE ON THE MERSEY"
,وداع على الميناء يلوح رجل بقبعته بينما المراة بمنديل ابيض السيدة العجوز ايضا حضرت لتوديع اقاربها الكل يلوح مودعا المغادرون الذين استقلوا الباخرة البخارية التى اطلقت دخان اسود كثيف وبوق قوى يعلن المغادرة جاء مشهد السفينة عملاق بالرغم من بعدها نسبيا عن بؤرة العين او ارتكاز اللوحة وهذا دليل على براعة الفنان السماء تعكر صفوها ولونها من الدخان القوى المنبعث من السفية وصفحة المياه جاءت هادئة ينعكس عليها اشعة الشمس وتترك ظلالها فوقها ابدع الفنان فى رسم التفاصيل فخشب الارضية يبدو لامعا والسور النحاسى والمقاعد الصغيرة ذات الزخارف قسم تيسو المودعون فعلية القوم على المقاعد المزخرفة يودعون من اعلى بينما احتشد عدد كبير يلوحون بمناديل بيضاء من اسفل ولا يظهر منهم غير قبعاتهم العالية انها لوحة متخمة حقا
هذه اللوحة بعنوان "GOING TO BUSINESS"
,وفيها يجلس رجل من مظهره يدل على الطبقة الارستقراطية التى ينحدر منها فهو يشبه لورد من القرن الثامن عشر بذقنه البيضاء وقبعته العالية يتصفح جريدة الصباح وهو فى طريقه للعمل بالعربة الفخمة التى يجرها الحصان ومن الملاحظ ان تصميم هذه العربة يجعل من السائق يجلس بالخلف ليقود الحصان ربما حتى لا يثير اعصاب صاحب العربة فى خلفية الصور مشهد لقصر من القصور جاءت دقة تصميم العربة وقوة جسد الحصان وكأننا نسمع وقع حوافره وهى تخطو فوق الارض الاضاءة جاءت كصباح ضبابى لم تظهر به الشمس
احد الصباحات الشتوية المشمسة خرجت الام والابنة على ضفاف البحيرة استقلت البنت فى استرخاء موجهة وجهها لاشعة الشمس وهى ترتدى البياض بينما الام جلست خلفها تشبع هوايتها فى القراءة وهى ترتدى الملابس الشتوية الثقيلة على المنضدة الصغيرة ابريق وفنجاين للشاى وقطعة كبيرة من الكيك اتقن الفنان الزخرفة على ابريق الشاى والسجاد بينما جاءت المقاعد من الخشب البامبو تماما كم نراها فى الحدائق والمنتزهات
فى هذه اللوحة بعنوان " bording the yacht"
جولة باليخت سيدتان تحاولان نزول الدرج الخشبى الصغير بمساعدة الكابتن العجوز بكامل اناقتهما اللوحة اكثر من ارتكازها على جمال السيدتان فقد صب تركيزه على تفاصيل اليخت من اشرعة واحبال رسم الفنان الدرج الخشبى بانسيابية وجمال خشب الارضية مصقول تنعكس عليه اشعة الشمس فتزيده لمعان