أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ
قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا
أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ
يقدم هذا البحث العلمي رؤية جديدة للقلب البشري، فعلى مدى سنوات طويلة درس العلماء القلب من الناحية الفيزيولوجية واعتبروه مجرد مضخة للدم لا أكثر ولا أقل. ولكن ومع بداية القرن الحادي والعشرين ومع تطور عمليات زراعة القلب والقلب الاصطناعي وتزايد هذه العمليات بشكل كبير، بدأ بعض الباحثين بملاحظة ظاهرة غريبة ومحيرة لم يجدوا لها تفسيراً إلا أن نغيّر نظرتنا إلى القلب طبياً!
القلب يحوي خلايا عصبية معقدة
جداً، ويفرز هرمونات تتحكم بنظام
عمل الجسم، ويستطيع أن يتذكر ويشعر ويتحكم بالعواطف، فكل ضربة يقوم بها القلب يبث للدماغ وبقية أعضاء الجسم رسائل عبر الدم، هذه الرسائل عبارة عن إشارات كهرطيسية. ويتغير إيقاع القلب والإشارات التي يبثها مع تغير الحالة العاطفية.
وبعض الباحثين اليوم يعتقد أن القلب هو الذي يوجّه الدماغ في عمله، بل إن كل خلية من خلايا القلب لها ذاكرة! ويقول الدكتور Schwartz إن تاريخنا مكتوب في كل خلية من خلايا جسدنا. ويؤكد كثير من الباحثين أن خلايا القلب تختزن المعلومات!
منذ ثلاثين عاماً بدأ الباحثون
بملاحظة علاقة بين القلب والدماغ
ولاحظوا أيضاً أن للقلب دوراً في
فهم العالم من حولنا، وبدأت القصة
عندما لاحظوا علاقة قوية بين ما
يفهمه ويشعر به الإنسان، وبين معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس في الرئتين. ومن هنا بدأوا يلاحظون أن القلب يؤثر على الدماغ.