الالاف أمام الحسيني : الشعب يريد اصلاح النظام

الالاف أمام الحسيني : الشعب يريد اصلاح النظام

انطلقت فعالية
حاشدة، أمام المسجد الحسيني بمنطقة وسط البلد في العاصمة عمان، بعد ظهر
الجمعة (5/10/2012)، حيث أقام منظمو المسيرة منصة وبدأوا يهتفون من فوقها،
مطالبين باصلاحات شاملة، وسط تواجد أمني غير مسبوق، في ظل مخاوف من حدوث
صدامات بين المنظاهرين وآخرين مخالفين لهم في الرأي، رغم اعلان تجمع الولاء
والانتماء تأجيل مسيرته.

ويقدر عدد المشاركين في فعالية (جمعة إنقاذ وطن)، التي أُثارت جدلا كبيرا
لدى الشارع الاردني، خلال الايام القليلة الماضية بعشرات الالاف، فيما كانت
جماعة الاخوان المسلمين (المنظم الرئيسي للفعالية) وقامت بالتحشييد لها،
أعلنت في وقت سابق عن مشاركة (50) الفا على الاقل في هذه الفعالية.

وعلق منظمو الفعالية قرب المسجد الحسيني، يافطة كبيرة؛ حملت شروط الإصلاح
السبعة التي خرجت لأجلها المسيرة وهي؛ قانون انتخاب ديمقراطي عصري يمثل
الارادة الشعبية، إصلاحات دستورية تمكن الشعب من أن يكون مصدر السلطات،
وحكومة برلمانية منتخبة، الفصل بين السلطات واستقلال القضاء، وانشاء
المحكمة الدستورية، ووقف تدخل الاجهزة الامنية في الحياة السياسية
والمدنية، ومحاربة الفساد بجدية في الاردن.

وقبل انطلاق الفعالية، أكد إمام المسجد الحسيني الكبير، في خطبة الجمعة، أن
المطالبة بالاصلاح يجب أن تكون كما شرعها وليس بالتظاهرات والمسيرات،
مشددا في الوقت ذاته على أن القيادة الهاشمية للدولة الاردنية، خط أحمر، لا
يمكن لأحد أن يتجاوزه، فيما كان المشاركون في الفعالية يحتشدون على شكل
مجموعات (قبل الصلاة) وكانت بعضها تطلق هتافات عالية السقف.

وتواجد في محيط الفعالية قبل انطلاقها وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال،
الناطق الرسمي باسم الحكومة، سميح المعايطة، فيما شاركت قيادات من الحراك
الاسلامية (زكي بني ارشيد)، وحراكات مختلفة منهم النائب السابق احمد عويدي
العبادي، التجمع النقابي الاسلامي، حراكات بني حسن، وقادة في التيار
الاردني (36) الذين أكدوا أن البيان الذي صدر باسمهم، الخميس وجاء فيه عدم
مشاركتهم بالمسيرة، مفبرك.

واتهم القيادي البارز في التيار عبد الهادي الحوامدة، خلال حديثه
لـ"السوسنة"، "الاجهزة الامنية بالعمل على كتابة البيانات وإصدارها باسماء
الحراكات الشعبية والشبابية المختلفة لإفشال المسيرة الحاشدة المطالبة
بالاصلاحات الشاملة".

ونشرت مديرية الأمن العام نحو 1200 ضابط وشرطي من ساحة النخيل حتى المسجد
الحسيني لتأمين حماية مسيرة "إنقاذ الوطن"، في حين يتواجد نحو 100 رجل أمن
من انضباط الشرطة، و350 رقيب سير موزعين على مناطق مختلفة لتنظيم حركة
المرور باتجاه وسط البلد، على ما أفاد به مصدر أمني.

وشهدت الفعالية محاولة من بعض الاشخاص للاعتداء على المسيرة المطالبة
بالاصلاح، إلا أن قوات الأمن كانت في المرصاد حيث تمكنت من إبعادهم، فيما
تحاول حشود كبيرة وصلت من مناطق مختلفة الالتحام بالفعالية الكبرى أمام
المسجد الحسيني.

وردد المتظاهرون هتافات، لا اله الا الله والفاسد عدو الله، لا اله الا
الله والمصلح عدو الله، الحراكات الشعبية بتحي الاردنية ، يعيش الشعب
الاردني، الشعب يريد اصلاح النظام، من الشمال للجنوب الاصلاح هو المطلوب،
حرية حرية مش مكارم ملكية، عيشتونا بالاوهام ما بدنا حكي وكلام، هيالله ما
بنركع الا الى الله، يا اردن هيجي هيجي والاصلاح قرب يجي، واحنا جيناكي
عمان لاجل الشعب ما ينهان، الله الاردن حرية وبس حط الدية عالدية خليها
اردنية، جمعتنا جمعة انقاذ من الفاسد والحرامية، ظلك احبس بالاحرار واحمي
الحرامية، ديرتنا اردنية مهد الثورة العربية.

وألقى المراقت العام لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن، همام سعيد، كلمة
تحدث فيها عن العملية الاصلاحية، مؤكدا أن شعار الجماعة هو إصلاح النظام،
قائلا : "ان الاصلاح الذي نطالب به هو اصلاح حقيقي مثل الاصلاحات الدستورية
التي لا سكوت عنها .. اذا قيل لنا ما شعاركم نقول ان شعارنا اصلاح
النظام".

وجدد سعيد تأكيده أن الحركة الإسلامية أعلنت مقاطعتها في الانتخابات ولن
تتراجع عن ذلك حتى تتم الاصلاحات التي يطالبون بها، هي الاصلاحات التي تحقق
مطالب الشعب، وقال : "لن نشارك حتى يعلم الشعب أن أصواته في صناديق
الاقتراع حقيقية وليست مزورة"، منهيا كلمته بالقول : "عهد ووفاء اعاهد الله
تعالى, ثم نعادهك ايها الشعب الاردني ان نكون معكم لا نتأخر عنكم حتى يأذن
الله تعالى لمطالب الإصلاح".

من جهته ألقى الناشط سائد العوران ـ الطفيلة ـ كلمة طالب فيها بالافراج عن معتقلي الحراك الشبابي والشعبي.