سافرت حبيبتي ..
سافرت حبيبتي .. الفتاة الكونية ... و اسمها "قطوف
دانية" أي فاكهة الجنة المتدلية..
البارحة استيقظت من إغماءتي التي تصيبني بعيد
سفر حبيبتي الفتاة الكونية ...
اصطحبها اسطول من السفن الفضائية من مملكتها
النائية عائدا بها الى اطراف كوننا حيث تقع مجرتها الأم ...
لقد ودعتها قبل ستة ايام و ها أنا استجمع
قواي لاستئناف حياتي العادية ...
انها تزورني كل سنة مرة و تقضي في أرضنا
الجميلة أياما معدودات ...
و غالبا ما تقع الفرقة بيننا قبيل مغادرتها فهذه
طقوس الحب العذري ...
و ذلك أن يدب العتاب في قلوبنا حتى يستطيع كل
منا تحمل غياب الآخر ...
جلسنا آخر يوم على شاطئ رملي فاستمتعتنا
بالشمس و القمر و النسيم و لون البحر ...
قالت لي: "قدرنا الوداع المر .. و الاشتياق
حتى ذوبان الروح .. ثم اللقاء بعد طول الغياب"
و قلت لها: "أنتِ المسافرة أبدا في
الفضاء خلف النجوم .. و أنا المسافر أبدا في
الأرض خلف البحار...
أنتِ تسافرين بسفينة فضائية .. و أنا أسافر
بسفينة شراعية "
فقالت: "لا تغني السفينة الفارهة شيئا
عن مرارة الوداع .. ولا يغني جمال المكان شيئا عن لوعة الاشتياق"
أرادت أن تعرف لماذا يسافر الناس عندنا خلف
البحار .. و كان السؤال على بساطته بالنسبة لي محيرا ..
فوجهت أسئلتها بأداء غنائي تمثل في صوت سلوى
قطريب فاحتار البحر لجمال صوتها و عذوبته.
بقلم ظل القمر ..