التحالف التكتيكي يتعزز
الاردن وحماس.. التحالف التكتيكي يتعزز
بخلاف ما اشيع من معلومات عن تعرض الاتصالات الاردنية مع حركة حماس لانتكاسة جاء قرار الافراج عن اعضاء من "الحركة" متهمين بقضية أمنية ليؤكد ان الحوار الذي انطلق بين الجانبين قبل اشهر يحقق تقدما ملحوظاً.
الخطوة الاردنية تغلق ملفا أمنيا وتضاف الى خطوات اخرى جرى التوافق حولها تتصل بالنواحي الأمنية والسياسية.
من الناحية الأمنية لا يمكن للجانب الاردني ان يوافق على تسوية لقضية أمنية مثل قضية "تصوير المواقع الحساسة" من دون الحصول على ضمانات قاطعة من حركة حماس باحترام السيادة والأمن الاردنيين, فقد سبق الاتفاق مناقشات مطولة تم خلالها حل العديد من القضايا العالقة حيث استجاب الاردن لقائمة من المطالب وحصل في المقابل على التعهدات اللازمة للتعاون في المرحلة المقبلة.
التعاون الأمني مع حركة حماس كان نتيجة طبيعية للتفاهم السياسي او ما يمكن وصفه بالتحالف التكتيكي حول برنامج واضح ومحدد يلبي المصلحة الوطنية العليا للاردنيين والفلسطينيين على حد سواء شعاره الأساس رفض التوطين والوطن البديل والكونفدرالية قبل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والتمسك بحق العودة.
من حق الاردن وفي مواجهة أخطار الحلول الاسرائيلية ان يحصّن نفسه بالتحالفات الكافية لاحباط هذه الحلول. وحركة حماس تشكل القوة الأساسية والأولى في الساحة الفلسطينية التي يمكن ان تلعب في هذه المرحلة دوراً فاعلاً وموثوقاً في مواجهة المشروع الاسرائيلي وبهذا المعنى فان العلاقة مع حماس ليست موجهة ضد السلطة الفلسطينية او حركة فتح وانما ضد اسرائيل ومخططاتها.
التقديرات الاردنية الرسمية لمستقبل عملية السلام بعد الانتخابات الامريكية حتى في حال فوز باراك اوباما وتشكيل حكومة جديدة في اسرائيل هي تقديرات متشائمة ازاء فرص تحقيق الحل العادل. ولهذا لا يمكن الاعتماد على التحالف التقليدي مع الولايات المتحدة او العلاقة مع اسرائيل لتأمين متطلبات الأمن الوطني الاردني ولا بد من السعي لبناء تحالفات مع اطراف اخرى لتحصين الموقف الاردني الرافض لحل القضية الفلسطينية على حسابه.
انها قضية استراتيجية بالغة الأهمية لا تحتمل المجاملة مهما بلغ غضب بعض الاطراف الاقليمية او الدولية والفلسطينية من العلاقة مع حماس.
وبالنسبة لحركة حماس فان العلاقة مع الاردن تعد قضية حيوية وعلى درجة كبيرة من الأهمية من دونها لن تستطيع الحركة المناورة والتحرك بحرية في مناطق الضفة الغربية التي تشكل الساحة الاولى للنشاط والهدف الثاني بعد غزة.
الاتصالات الاردنية مع حركة حماس يومية ومستمرة والتنسيق يأخذ طابعا أمنياً وسياسياً والأيام المقبلة ستشهد مزيدا من اللقاءات بين الجانبين. وبموازاة ذلك تتواصل اللقاءات مع جماعة الاخوان المسلمين في الاردن وقد تشهد الأسابيع القليلة المقبلة انفراجا في ملفات ابرزها ملف جمعية المركز الاسلامي حيث تتجه النية لاغلاق الملف واعادة الجمعية الى "الاخوان".
هذه الخطوة اذا ما تمت فانها تأتي في سياق خطوات اخرى سبقتها حصل بموجبها الاخوان على تسهيلات خاصة بنشاط الحركة الاسلامية في المساجد.
لم يتخذ الاردن كل هذه المواقف من موقع الضعف وانما موقع المتفهم لضرورات بناء جبهة داخلية متماسكة لمواجهة الاخطار الاقليمية والعواصف التي تضرب العالم كله.0 / العرب اليوم