الجزء 14 قصتي مع الشبح

استمرت الحالة الصحية لادلا بالتدهور المستمر..طوال الايام التالية..فلم تعد تستطع الاكل

او الشرب وذلك بسبب الم في البطن وتقيء مستمر ..مما اضطر والدها لنقلها الى المستشفى

الحكومي ..بواسطة سيارة الاسعاف..وبعد يومين علمت بان حالتها قد استقرت ولكنها لم تتحسن

ولم يجد الاطباء اي سبب عضوي لمرضها...وانا كنت الوحيد الذي يعلم السبب..ولكني لا استطيع

ان افعل شيئا ..كان الحل الممكن هوان اتوسل الى زارا للرأفة بها..ولم استطع فعل هذا ايضا

فمنذ اللقاء الاخير لم ارها او اشعر بها...وكنت اظن انها تريدني ان اصل الى مرحلة التوسل

وعندها تكون قد انتصرت..وتكون قد لقنتني درسا لا انساه....
================
وكنت قد اتخذت قراري بالتحدي ولن اذعن لها ..مهما حصل ..ولا بد ان تتجاوز ادلا هذه

الحالة فهاهي قد استقرت حالتها ..وان شاء الله تتعافى واكون انا قد تخلصت من زارا

واستعيد ارادتي وحياتي.....

بدأ الدوام في الكلية بعد حوالي الاسبوع ..وما زالت ادلا بالمستشفى ولقد رفضت ان ازورها

حيث اني ارسلت لها مع والدها اخبرها برغبتي في زيارتها..ولكنه جاء واعتذر مني

متعذرا بسوء حالها..وقال انها لا تستجيب لاي علاج...

وقد اثر مرضها في نفسي تاثيرا عظيما ..واثر على دراستي خاصة اني في بدايتها

مما كان يستدعي انتباها شديدا وصفاءا في الذهن..وكل هذا كنت افتقده
==============
ساءت الاحوال اكثر واكثر حين اضطر الاب الى اخراج ابنته من المستشفى بحجة
ا
نه يبدو ان لا علاج لها عندهم..وان اناس كثيرون احق بمكانها في المستشفى

وان كان ولا بد فان عليه ان ينقلها الى مستشفى اخر وعلى حسابه الخاص

وهذا مالم يكن يستطيع عمله..وهنا عرضت عليه المساعده الماليه..قال لي انه

يقبل على ان يتم ارجاع النقود من الاجرة التي ادفعها له شهريا..مع ان احتياجه كان

يفوق اجرة خمس سنوات كاملة ..ولكن كل مااردت هو انقاذ الفتاة التي لم اعد افكر

الا بها والوم نفسي بانني انا السبب في معاناتها ..وانني الذي يقدر ان يفعل شيئا

وايضا لا يقدر ان يفعل شيء...ثم عاد الوالد ورفض عرضي وعندما سالته عن السبب

قال : لا اعلم فادلا تقول انها ستموت باي حال وانا لا اعلم ماذا افعل

وبدأ الرجل بالبكاء وانا احاول تهدأته..واحاول منع نفسي من الانهيار..

قلت له خذ المال ولا تقل لها انه مني ...قال: انا ذاهب اليوم لاحضرها الى المنزل

فهي مصرة على ذلك ولا تريد قضاء يوم اخر في اي مستشفى..

استدار وانصرف والدموع تملء عيناه اللاتي زرع فيهما الزمن حزن

عظيم لاب ابنته تصارع الموت........وهو يراها تذبل كل لحظة دون

ان يستطيع عمل شيء ..وهو لا يعلم ان حزني قد يكون اكبر من احزانه..

والمي اشد ايلاما..من الامه
=====================
تعاودني فكرة التوسل والرجاء وانا اقاوم واقول في نفسي ان علي الانتظار ولعلها

سحابة صيف لا تلبث ان تنقشع...وانه يمكن ان يكون هناك حل اخر

الى ان وصلوا ..وعندما رايتها لم تكن الا هيكلا ممزقا يحملها والدها منحنيا

ويدخل بها مسرعا الى غرفتها وانا اقف دون حراك الى ان اغلق باب غرفتها

فوقعت مغشيا علي من هول مارايت...وبعد لحظات استفقت.. وذلك الرجل المسكين

يضع عطرا فوق جبيني وعلى كل وجهي وهو يقول: هل انت بخير ..هل احضر طبيبا

قمت منتفضا وقلت الم تقل لي ان حالتها قد استقرت ماالذي حدث؟؟

قال كان ذلك في البداية ثم بدات بالتغير..ويقولون انها اعطيت دواءا غير مناسب

فازدادت حالتها سوءا..واكدوا ان هذا سيتغيرمع الوقت

قلت له يجب ان اراها ووقفت.. وهو لم يحرك ساكنا ...واشار براحة يده

وباستسلام تام ..مشيرا لي بالذهاب كانه يستجدي اي شيء للمساعدة

لانه قد فقد كل وسيلة ممكنة لانقاذ ابنته..
==========
دخلت غرفتها بهدوء ..وانا انظر بكل اسى الى بقايا تلك البائسة العزيزة

ياالهي اهي حية ام ماذا ..انها وكانها خرجت من قبر ما..و تابعت الدخول

وما ان وصلت حافة السريروانا اشعربخوف غريب يقتحم صدري

حتى امالت راسها باتجاهي .ومدت يدها النحيلة وكانها تريد ان امسكها

جلست على السرير ملتفتا اليها وامسكت يدها بهدوء تام..واحسست ببرودة الموت

القريب.. فسالت دموعي وقلت لها :كيف انت الان؟؟..ولم تجب..

تابعت وسالتها:لماذا رفضت ان ازورك ولماذا لا تريدين البقاء في المستشفى

قالت بصوت يكاد ان يكون مسموعا وببطء شديد : لم استطع ان تراني هكذا

ثم لا فائدة من بقائي في المستشفى فانا... اموت ..ولا احد بعرف مابي

سامحني...ارجوك.....وما ان قالت تلك الكلمات.. حتى اجهشت بالبكاء ولم استطع

ان اتمالك نفسي ..وهي لم تفعل الا ان ضغطت على يدي قليلا كانها تقول لي.. اصبر

وبادرت اقول والبكاء يسيطر علي..انا احبك ادلا احبك كثيرا وان متي

فلن استطيع ان اعيش بدونك..فساموت انا ايضا...
===============
وحينهاايقنت في داخلي باني يجب ان استسلم فليس من طريقة اخرى

نعم انا ارفع الراية البيضاء..وسوف اذهب ابحث عن زارا واخبرها

باني خسرت المعركة .وان لها ماتريد شرط ان تعود ادلا الى رونقها وجمالها

وتعود كما كانت ..فلن اسامح نفسي ما حييت لو انها ماتت لا سمح الله

ذهبت تلك الليلة الى الفناء وبقيت جالسا منتظرا متاكدا ان زارا ستاتي

فانها تعلم اني اريد ان استسلم لارادتها.. وتمضي الساعات دون حدوث اي شيء

ذهبت الى الكلية متعبا في اليوم التالي حتى اني نمت في المحاضرات

وهذا ماكان مني ..واصبحت عادتي المعروفة لدى الطلاب كافة فقد عرفت باني

الطالب الذي ينام في المحاضرات...ليس الا.. فقدعدت الى المنزل مرهقا

غفوت قليلا من شدة التعب وما ان افقت توجهت لارى ادلا التي لم تعد تتكلم مع احد

وبعد برهة عدت الى الشباب في الغرفة وقلت: اريد ان اتمشى قليلا ...

وانطلقت خارجا..وسرت متجها مباشرة الى المقبرة حتى

وصلت الباحة التي اجتمعت مع زارا المرة الاخيره...لم ارى ذلك القبر المحترق

وانتظرت هنالك ساعات وانا انظر الى الوادي السحيق التي تقف المقبرة على حافته

واطلب من زارا ان تاتي واقول في نفسي : انك تعلمين لماذا اريدك

تعلمين اني اتوسل اليك ان تحضري انا اريد ان ابدي اسفي وندمي

وانا ساكون مطيعا لك ماحييت...وبقيت على الحال الى ان استفحل الظلام

وشعرت بياس واحباط شديدين ...فسوف تموت تلك البريئة بذنبي وانا اعيش مع ضمير

يعذبني مدى الحياة...
============

وهممت بالعودة وسرت بخطوات متباطئة اى ان احسست بمن يسير

خلفي فالتفت سريعا ..ورايت شيئا ضبابيا اسودا كانها كومة من الغيار الاسود

لا يصل الى الارض..كانه يطير عنها....قال بصوت يهمس كأنه صوت هواءي: انا زردش

احد مساعدي زارا وهي تقول لك انها لن تسامحك لما سببته لها من اذى ولا تريد ان تقابلك

الا ان تثبت لها اخلاصك لها......قلت :وكيف ذلك..قال: اكتب رسالة خطية الى العنوان التالي

وقال لي العنوان قلت: وماذا اقول في الرسالة قال: اكتب بها انك فاعل خير

وانك رايت زوجته فلانه تخونه مع صديقه فلان..واضاف قل بانك رأيتها تخرج من

بيته شارع كذا بعد منتصف هذه الليلة ...وعليك ان تذهب غدا صباحا قبل ان يذهب الرجل

الى عمله وسلمه الرسالة باليد ولا تنتظرابدا وغادر مسرعا وان استطعت لا تدعه ان يراك

واخبرني الصوت بمواصفات الرجل وشكله... واكد لي انه سيكون هو من سيفتح لي الباب

ثم اختفى ذلك الشيء الغريب تماما كما ظهر..وعدت ادراجي و قشعريرة تنتابني وتنساب

الى كل اطرافي...وانا افكرفي ان ماسأفعله هوعلى مايبدو فعل خير لو كان صحيحا

وخطرت لي فكرة وهي ان اذهب الى ذلك العنوان وارى بنفسي ان كان الكلام صحيحا

على الاقل ابرر لنفسي ان مافعلت كان جيدا ....وان زارا ليست بالشر الذي اظنه
==============
وفعلا ذهبت الى هناك قرابة منتصف الليل الى تلك المنطقة الراقية وانتظرت

مختفياعلى الناحية المقابله من مدخل تلك الفيلا الفارهة مستعينا باحدى الاشجار..

وما ان اقترب صبري ان ينفذ الا ورايت سيارة تخرج من المراب الجانبي

وبمسارها تحت مصباح الشارع الساطع امام ذلك المدخل رايت تلك المراة الشقراء

الجميلة خلف المقود وانطلقت مختفية بانعطاف الشارع القريب .....

حيث عدت ادراجي لاجد سيارة اجرة اعود بها وانا فرح بان الامور ستعود الى نصابها

وان غدا سيكون بداية عودة ادلا الى ماكانت عليه...

عدت الى المنزل وجدت الشباب نائمون ....وسمعت صوت انين قادم من غرفة ادلا

فاقتربت منها ثم فتحت الباب بهدوء ..وجدت ادلا في حالة من الغشيان

يصعب وصفها..وقد امالت راسها الى الخلف وكانت تأن ولكن

دون اي حراك ..فجلست بجانبها انظر اليها..وبعد فليل فتح الباب ودخلت والدتها

وقالت وشفتاها ترتعشان محاولة عدم البكاء: هي هكذا منذ ساعات .هل تظن انها ستموت؟

بدأت ملامحي ترتجف وقلت: لا انها لن تموت ..لن تموت..والمراة تنظر لي باستغراب

لما راته مني من تاكدي وكانها ستقول :وكيف لك ان تعرف؟ولم انت متاكد؟

الا انها تراجعت وقالت اتمنى ذلك... وخرجت من الغرفة..واغلقت الباب

وبقيت انا بجانب ادلا حتى الصباح تارة اتاملها وتارة تغمض عيناي

==============
انطلقت باكرا بعد ان دخلت غرفتي وبهدوء تام كتبت الرسالة تماما كما قال

زردش..وذهبت الى منزل ذلك الرجل وكانت الساعة بعد السابعة بقليل واعطيته الرسالة

وهربت سريعا...وعدت فورا الى المنزل ...وبعد ان القيت نظرة سريعة على ادلا

وجدتها نائمة وقد توقف انينها....فعدت الى غرفتي ولم اجد احدا من الشباب

فقد ذهبوا الى الكلية التي اصبحت انسى وجودها..جلست على سريري استعدادا

للنوم الا اني شعرت باني سوف اختنق فاردت الصراخ ولكني لم استطع

وبدأ ضباب ابيض كثيف يغطي الغرفة وشعرت اني ساقع مغشيا علي

الى ان..........

والى لقاء==========اسماعيل غانم=====

متااااابعه بصمت

متابعه اخ اسماعيل غانم

متابعة بشغف

سوار

بريق الامل

وجد

صدى الامواج

المتابعة صدقة