الجزء العاشر قصتي مع الشبح

مضت ايام بعد ذلك ..والحزن يتقهقر مع مسار الايام الى وادي الذكريات البعيد وكذلك ألام تانيب الضمير

حيث امضيت وقتا طويلا احاول ان اقنع نفسي باني لم اكن السبب في موت الرجل المسكين.

اواني على الاقل لست السبب المباشر في ذلك ..وكنت قد عقدت العزم للذهاب الى مدينة سراييفو

بالاتفاق مع صديقي هشام ....فقد اقترب موعد التسجيل في الجامعات...وبجب ان نذهب..
====================

انطلق القطار وكان سفرنا يوم سبت.. ...وبعد رحلة طويلة استمرت حوالي الثمانية ساعات...

وصلنا الى المدينة التي لا نعرف بها احدا او شيئا....وقد كان الوقت بعد الظهيرة بقليل

فلقد انطلقنا من بلغراد في الصباح الباكر... ثم ومن محطة القطار دخلنا شوارع المدينة

والتي كانت تعتبر عاصمة (الهرتسك) ذو الاغلبية المسلمة و كنت قد احضرت كل اغراضي

وملابسي... لاني لم اكن اعتزم العودة الى بلغراد...وكذلك فعل هشام..

============================

وصرنا نوقف الناس في الشارع ونسالهم اين ممكن ان نجد مكانا للسكن...ولكننا لم نوفق في ذلك ...

حتى اننا لم نوفق بان نعثر على طالبا عربيا ينقذنا ...وتمر الساعات..دون جدوى...

و قد بدأ الارهاق يستولي على محاولاتنا المتراجعة في العثور على مكان للسكن او حتى مؤقتا للمبيت الليلة

على الاقل...فلم يتوقف المطر عن الهطول مذ داست اقدامنا ارض المدينة ...بالاضافة الى الحقائب التي

مافتأ وزنها يزداد كلما ازداد تعبنا وتبللنا بالامطار...فقمت بوضع لافتة على ظهر هشام كتب

عليها(نريد غرفة)وتابعنا سيرنا على غير هدى في شوارع المدينة الغريبة..ولكن ايضا دون اي فائدة..

وبدء الظلام يهل بلونه البغيض خصوصا لمن هو في حالتنا تلك ...
=================================

ماذا سننفعل الان.... قال هشام بصوت يعتصره الاسى والتعب الشديد...

فلقد اوشكنا ان ننهار من الياس.... قلت له :0مارايك ان نجلس في مدخل احدى الابنية على الدرج

فنستريح قليلا ثم نتابع لعلنا نجد حلا.... وفعلا جلسنا على الدرج في اول بناية صادفتنا والظلام

قد ابتلع ملامح الشوارع التي اصبحت كالمرايا المتلئلئة بفعل ماء المطر الذي لم يهدأ ناهيك عن توقفه ...
=================

.قال هشام : شو هالحظ ..ساد بعدها استماع لاصوات الشارع وما تبقى به بعد نهار بارد..

حيث اوى الناس الى بيوتهم مبكريين بسبب رداءة الطقس...

وفجاة خطرت لي فكرة فقلت بسرعة: مارايك ان نجد فندقا.....لماذا لم نفكر بذلك من قبل؟؟؟

قال بدون ان يلتفت : وندفع مائة دولار لكل واحد منا ..

قلت له : معنا مال فلماذا ننام في الشارع؟؟؟

قام من مكانه يحاول ان يزيل التراب عن معطفه وهو ييقول هيا فلم يبقى وقت..

قمت وحملنا امتعتنا مرة اخرى وانطلقنا الى الشارع ... لم تكن الفنادق بعيدة فقد كنا في محيط

مركز المدينة... وبعد سؤالنا لاربعة فنادق ولم نوفق بايجاد غرفة شاغرة ولو لليلة واحدة...

كبف يكون هذا؟ ..لا اعلم ..هل ممكن ان يكون حظ انسان هكذا ؟؟...لا لا اظن..فلماذا يحصل هذا

ولو قراتها قصة لقلت ان الكاتب يبالغ ..كيف امتلات كل الفنادق.؟؟ ولكن هذا ماحصل

وبعدها وبما بقي لدينا من قوة.. سرنا لنعود الى تلك البناية ..

فعلى مايبدو اننا سنقضي ليلتنا هناك نفترش الارض ونلتحف معاطفنا المبللة البارده ...

وبينما نحن نسير ...وقد ازداد المطرهطولا وارتفع صوت الرعد معلنا برعب ابيض يضيء

السماء....راينا بناءا كبيرا مضاءا مدخله من بعيد ..وما ان اقتربنا حتى ادركنا انه مكتب للبريد ...

وقررنا الدخول فلعل الحل هناك فلقد انعدم المنطق من تفكيرنا بعد يوم عصيب كالذي مررنا به...

وما ان دخلنا.. الا وشعرنا براحة جميلة لما وجدنا من دفء .. ثم اتجهنا الى مقاعد موجودة للانتظار.

.وجلسنا لنلقي بثقلنا وارهاقنا عليهاولم نكد نفعل حتى اقترب منا الموظف الموجود وقال: هل استطيع ان

اقدم لكما اي خدمة.

قال هشام ناظرا اليه: نشكرك ولكننا مضطرون للبقاء هنا...
=======================
وبدانا نشرح له قصتنا المؤسفة من اولها حتى الى ان دخلنا الباب عنده...وعندها قال: ادرك

كل ماتقولونه ولكن هذه دائرة حكومية وانا هنا موظف والقانون يمنع تواجدكما

باي شكل من الاشكال..ولكن اتسامح معكما بدقائق قليلة تستريحا ..وارجو ان لا ياتي

المراقب الى ذلك الحين ثم انطلق عائدا الى وراء مكتبة..

وفعلا بعد دقائق قمنا للخروج لنذهب الى درج تلك البناية القريبة لنكمل ليلتنا هناك..وشعرت

حينها بشعور ابونا ادم عندما خرج من الجنة...

اتخذ كل منا موقعا راه مناسبا... وقد قمنا باغلاق الباب قدر الامكان فقد كان قديما ولا يغلق تماما...

وكانت اسوء ليلة في حياتي بدون ادنى مبالغة فقد شعرت اني تجاوزت النوم بمراحل بعيده ..

انها حالة من فقدان الشعور فكانك ترى كل شيء ..وتسمع كل شيء ولكنك لا تقوى على فعل

شيء ابدا ..اشعر باشباح سوداء..تتطاير فوقي بل ارى اجنحتها تصفق يختلط صوتها بصوت الباب

يفتح ويضرب الحائط بشدة ويعود ببطء ويعاود الكرة..مرارا ومرارا..

=======================


هل هي الرياح الباردة التي مازالت تخترق ملابسي الى اعماق مايمكن ان تصله.

بل وتخترق جلدي وتؤثر في كياني ام انها تلك الارواح السوداء تسكب الرعب تحاول انتزاع روحي...

اقسم باني لا اعلم.. والى الان لا اعلم ماحصل تلك الليلة الليلاء...وعندما سألت زارا فيما بعد عما

حصل ضحكت ولم تجبني......

ايقظني اصوات السيارات وزواميرها ..قمت باحساس بامل جديد ... الحمد لله لقد جاء الصباح ..

انه يوم جديد ....ناديت هشام فاجاب وما زال يغمض عيناه..

قلت: قم لقد اصبحنا ..هيا نبحث من جديد .وسالته:هل نمت؟ فشرح لي تماما مثلما رايت انا ومثلما سمعت ..

قلت له مطمئنا نفسي انه التعب فليس سهلا مارايناه البارحة ....كانت جيوبنا تمتلء بالنقود فقد كانت بداية

الشهر وقد استلمنا الحوالات المالية لتونا ...ومع ذلك فقد نمنا في الشارع ..ياالله ماهذه الحياة ...

وما هذه المفارقات.. وخطرت ببالي فكرة العودة الى الاردن....فنعم.. لقد سمعنا عن الغربة

ولكننا لم نسمع بقصص كهذه...وما ان خرجنا من الباب حتى سمعنا ثلاثة شباب يسيرون امامنا

ويتكلمون العربيه...كان احدهم اسمه عصام من اربد في الاردن وقد نسيت اسماء الشابان الاخران...

.وبعد ان قصصنا ليلتنا المهولة لهم ..ابدوا اسفهم واستغرابهم

قال عصام : كيف ذلك فالعرب هنا اكثرمن اهل البلد ...هل هذا معقول؟؟؟؟

تعالوا نذهب الى بيتي رغم وجود اصحابه الا انكم يجب ان تاكلوا وتستريحوا

وما ان وصلنا ..ودخلنا الى غرفته الخاصة جلست على سريره..ولم ادرك بعدها ماذا حصل فقد

غبت في نوم عميق


=======والى اللقاء في الجزء القادم===== اسماعيل غانم====

الحمد لله أُف خف الرعب شوي

يسلموا ايدك اخ اسماعيل غانم
ننتظر ان تكمل القصه

بالانتظار

دام التواجد

ونتابع

متابع

سوار
وجد

هلا بيكم دائما

مررت هنااااااااااااااا

اسعدني مرورك صدى الامواج