تعتبر هذه اللوحة واحدة من أعظم الأعمال التشكيلية في تاريخ الفنّ الغربيّ كلّه، كما أنها إحدى اكثر اللوحات إثارةً للغموض والنقاش والجدل. وبعض النقّاد لا يتردّد في وضعها في منزلة متقدّمة حتى على الموناليزا أو الجيوكندا. ومنذُ أن رسم دييغو فيلاسكيز اللوحة قبل ثلاثة قرون ونصف وهي تتبوّأ موقع الصّدارة في كافة القوائم المخصّصة لافضل الأعمال التشكيلية في العالم. فيلاسكيز نفسه يعتبر أهمّ رسّام إسباني على الاطلاق وأحد أعظم الرسّامين في التاريخ، بل إن مانيه وبيكاسو مثلا يعدّانه الأعظم. وقد كتب بيكاسو عدّة دراسات عن هذه اللوحة ورسم سلسلة من اللوحات التي تعطي "وصيفات الشرف" تفسيرات متباينة. ُعرف عن فيلاسكيز مهارته الفائقة في مزج الألوان وتعامله المبهر مع قيم الضوء والكتلة والفراغ. وقد رسم هذه اللوحة في قصر الكازار في مدريد عام 1656 حيث كان يعمل رسّاماً أوّل في بلاط الملك فيليب السادس ورئيساً لتشريفات القصر. واللوحة تصوّر "انفانتا مارغاريتا" كبرى بنات الملك وهي محاطة بوصيفاتها وكلبها. لكن فيلاسكيز عمد إلى رسم نفسه ايضا في اللوحة، وهو يظهر هنا منهمكاً في الرّسم ومرتدياً ملابس محاربي القرون الوسطى. بيد أن اللوحة التي يفترض أن الفنّان يرسمها مخفية تماماً عن الأنظار. ووسط الجدار الخلفي ثمّة مرآة تعكس صورة الملك والملكة. والى يمين اللوحة في الخلفية بدا الحاجب كما لو انه يهمّ باستقبال زوّار ما. الوصيفتان تظهران في وضع انحناء دليلاً على احترامهما وتقديرهما للأميرة الصغيرة التي ترتدي تنّورة واسعة ومزركشة. ومع ذلك فإن الأميرة ووصيفاتها يبدين كالدّمى أو كالتماثيل الشمعية مقارنةً بالحضور الطاغي والقويّ الذي يفرضه الفنان نفسه على المشهد بأكمله. ويبدو أنّ أحد الاسباب المهمّة في شهرة هذه اللوحة يعود إلى غموضها الذي ما يزال يتحدّى إلى اليوم أكثر النقّاد قدرةً على قراءة الأعمال الفنية وتفسيرها.
ولد ديبجو فيلاسكيز الفنان العالمي أستاذ الواقعية البصرية في نهاية القرن السادس عشر للميلادي وبالتحديد في 6 يونيه 1599 وتوفي في 6 اغسطس 1660 في ( اشبيليه) بجنوب غرب أسبانيا وهو برتغالي الاصل أسباني المولد فعد سنوات قليلة من مولده وبسب موهبته الفذه أصبح فيلاسكيز رسام البلاط الملكي في أسبانيا فاقترب من حياة الملوك والامراء وظل لفترة طويلة من عمره يرسم ابطال الاساطير وحياة الملوك والامراء واسرهم ولكنه في نفس الوقت كان دائم التأمل في جماليات الطبيعة يحاول فهم أسرارها إلى جانب شغفه بتأم البشر كجزء من الطبيعة فكانت نظرات عينيه تتفحص الوجوه وتلاحظ التعبيرات المختلفة وتختزن كل تلك لمشاهدات لحين قدوم لحظه تسجيل تلك المشاهد في رسوم عديدة ومتنوعه معتمداً في ذلك على مهاراته المختلفة ودقته المتناهية في تأمل الأشياء
لوحة تمثل الرسام نفسة
ويؤكد النقاد والمؤرخون أن فيلاسكيز يعبر علامة فارقة في مجال الفن التشكيلي فد أحدث ثوره حقيقة في تاريخ الفن الأوروبي وفتح طريقاً جديداً عى رؤيته فأكد بعمق عى قيمة التصوير في حد ذاته محولاً اياه الى فن بصري فكانت أعماله سبباً مباشراً في إلهام الفنان العالمي بيكاسو الذي بهرته لوحته عائلة الملك فيليب الرابع فأعاد صياغتها بأسلوب تكعيبي مبسط وأعاد رسمها عدة مرات بألوان وأساليب مخلفة وتقنيات متنوعة وقد شرع فيلاسكيز في التصوير الواقعي باستعمال النماذج الدقيقة والمعدة مع استعمال الضوء العنيف والمتضاد ليعطي الاشكال صفة الصلابة النحتية معتمداً على مهاراته في توزيع الضوء في مستويات متناوبة بعد قيامه بتشكيل وحدة العناصر سواء من اشخاص وارضيات وخلافه للوصول إلى البناء الفني المتكامل بصرياً لوحه امرأه عجوز تطبخ البيض